أونلاين-وحيدة المي بعد 35 سنة من العمل التطوعي في كل عيد أضحى قرر الدكتور البيطري خالد زروق رئيس قسم مخابر المنتجات ذات الأصل الحيواني بمعهد التغذية سابقا،قرر أن يعطي المشعل للبيطريين الشبان لمواصلة العمل التطوعي الذي ساهم في تأسيسه منذ أكثر من ثلاثة عقود لإرشاد المستهلك في يومي العيد وتوجيهه في حال وجود مرض أو شكوك، فضلا عن تنظيم حملات تحسيسية في الأيام السابقة للعيد لتقديم نصائح حول كيفية التعامل مع الأضحية ما قبل الذبح،وخلاله وبعده. وكانت هذه الحملات التحسيسية في كل أسبوع سابق لعيد الأضحى تنتظم تحت شعار «عيد دون كيس مائي» في قطارات الجهات،مع تجنيد البياطرة الشبّان تحت إشرافه وإشراف جمعية البياطرة لفحص الأضاحي في يومي العيد بالمعهد الوطني للتغذية وأصبح يسمى في السنوات الأخيرة معهد «زهير قلال» مؤسس طب التغذية في تونس. وقال الدكتور زروق،إن هذا العمل التحسيسي أصبح يعتمد في 15سنة الأخيرة على البياطرة الشبان لفحص الحالات المريضة الواردة على المعهد في اليوم الأول والثاني.وأكد أنه أضاف يوما آخر بعد اكتشاف مرض "دمامل اللحم"،إذ لا يمكن اكتشافها إلا عند تكسير الأضحية. أمراض أثارت الجدل وقد ساعدت هذه الفحوصات على اكتشاف كل الأمراض التي تصيب الثروة الحيوانية بالبلاد وهو ما يسمى بالحالة الجوائحية للأغنام والعجول. ومن أهمها ظهور الذبابة الأمريكية ذات اليرقات اللولبية في أواخر الثمانينات،إذ تحفر في الجلد ثم اللحم وتساهم في تقيّحه من الداخل وإفساد الأضحية. وجنون البقر في 91/92 وما أثاره من هستيريا كبيرة في صفوف التونسيين،و مرض الدمامل في اللحم . وأكد أن كل هذه الأمراض سيشرع قريبا في تجميعها في كتاب سيكون دليلا علميا بيطريا للأجيال المقبلة . مؤكدا أن مثل هذه الأمراض لا يمكن اكتشافها إلا ببحوث تستغرق مائة سنة ،غير أن العمل الميداني في كل عيد ساعد على اختزال عامل الوقت إلى ثلاثين سنة فقط فكانت خارطة الأمراض الحيوانية واضحة. "نجدة عن بعد" بعد هذا الجهد والعطاء للأب الروحي للبياطرة في تونس، قرر الدكتور خالد زروق أن يسلّم الأمانة لمن عمل على تكوينهم لتأمين الفحص الميداني للأضاحي في يومي العيد. ليخوض تجربة جديدة تتمثل في عيادة استعجالية بيطرية عبر الهاتف 96032994. أو ما سماها ب (s.o.s) أو نجدة البيطرية. وفي بعض الحالات عند غموض الأعراض يكون الفحص عن بعد عبر «الميسنجر» و«السكايب» للتشخيص وفهم الإصابة وتقديم النصائح اللازمة. وأفاد أنه سيواصل عمله التحسيسي، وسوف يظل "جنديا "في اختصاصه، خاصة وأن الأبقار ببلادنا تشكو من السلّ، وقد اكتشف ذلك منذ حوالي أربع سنوات وأبلغ كل الوزارت المعنية من الصحة إلى التجارة والفلاحة ومدير معهد التغذية. وأكد أن لحم الأبقار المعد للبيع لا يخضع جميعه للمراقبة الصحية نتيجة الذبح العشوائي خارج المسالك المنظمة. كما أن علامات الإصابة لا يعرفها إلا البيطري أثناء الفحص . ودعا من يضحون على عجول في العيد للانتباه لهذا الخطر لأن المرض من شأنه أن يتسرّب إلى المستهلك حتى بتغلية الأكل. واكتفى بالقول« لا أريد تخويف التونسي لكن الحذر واجب». و الجدير بالذكر أن خالد زروق شرع ما بعد الثورة في بث ومضات تحسيسية في التغذية على موجات الإذاعة الوطنية «نصائح الدكتور حليم» تمرّر يوميا السابعة إلا ربع صباحا لإفادة المستمع بتجربته الطويلة في هذا الاختصاص.