تتوالى صيحات الفزع التي يطلقها مسؤولون ودبلوماسيون وعسكريون أمريكيون سابقون، منبّهين من خلالها الى فشل السياسات الأمريكية في فلسطين والعراق..وداعين الى ضرورة الابتعاد عن المهدّئات والمسكّنات واعتماد سياسات واضحة تقدم حلولا جذرية تعيد الاستقرار الى المنطقة وتوقف تدهور صورة الولاياتالمتحدة في المنطقة وتنامي مشاعر العداء، الشعبية لها ولسياساتها. فقد نشرت أمس صحيفة «لوموند» الفرنسية رسالة توجه بها 26 دبلوماسيا ومسؤولا عسكريا أمريكيا سابقا الى الرأي العام الأمريكي وأكدوا فيها فشل ادارة الرئيس بوش في قيادة العالم وفي صيانة صورة أمريكا بسبب سياساتها الفاشلة في العراق والكارثة التي أحدثتها الحرب على هذا البلد وفي فلسطين بسبب انحياز ادارة بوش الكامل لإسرائيل. وأمس أيضا تكلم السيد «زينغنيو بريجنسكي» مستشار الرئيس الأمريكي الاسبق جيمي كارتر ليرسم لوحة سوداء لسياسات ادارة بوش وللنتائج الكارثية لحربه على العراق وما سببته من خسائر مادية وبشرية كبيرة لأمريكا ومن خسائر أفظع للعراق. بريجنسكي أكد بدوره أن كل المسكنات والحلول التلفيقية التي تحاول ادارة بوش تمريرها في العراق هي سياسات محكوم عليها بالفشل.. وأن الوقت قد حان لإدخال التعديلات الضرورية التي تفضي الى جلاء الاحتلال وعودة السيادة للشعب العراقي.. علاوة على ضرورة تعديل سياسات أمريكا في ما يخص قضية الشرق الأوسط وتحديدا الصراع الفلسطيني الاسرائيلي بشكل يعيد الحقوق الفلسطينية وينهي عوامل الاحتقان التي تغذي مشاعر العداء لأمريكا وتهزّ استقرار المنطقة بأسرها. فلماذا لا تنصت ادارة بوش الى صوت الضمير المنطلق بحناجر وأقلام أمريكية صرفة تحاول انقاذ صورة أمريكا وتنقيتها من الادران التي علقت بها نتيجة لسياسات جماعة اليمين المسيحي المتطرف المستحكمة داخل ادارة بوش؟ سؤال على الادارة الأمريكية الاجابة عنه في أقرب فرصة وقبل موعد الانتخابات القادمة.. لأن غياب المصارحة والتصحيح سوف يدفع الشعب الأمريكي والناخب الأمريكي الى تصحيح الوضع على طريقته.. وهي نفس الطريقة التي أطاحت برئيس وزراء اسبانيا ماريا ازنار وأحالته على المعاش.. والتي عصفت بحزب بلير في الانتخابات البلدية البريطانية في انتظار بقية «الرؤوس التي أينعت وحان قطافها»..