«كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه»... وجورجيا تلك الطفلة الانقليزية فطرت على الاسلام اذا أنها نطقت بحروف عربية وذكرت اسم الله معلنة أنها مسلمة رغم انها انذاك لم تتعد الخمس سنوات، هذ هي قصة جورجيا مع الاسلام انها قصة غريبة بكل المقايس... لنفسح المجال لوالدتها «سامانثا» لتسرد لنا تفاصيل الحكاية: تقول «سامانثا» والتي غيرت اسمها الى سميرة بعد ان أعلنت هي شخصيا تحولها الى دين الاسلام، إن ما حدث مع طفلتي شيء يشبه اساطير الأولين. لقد اشترت طفلتي قطعة شوكولاتة من أحد المحال التجارية وكان عليها كلمات عربية لم تتمكن من فهمها لكنها بدأت تسأل دائما عن هذه الحروف والشعوب التي تنتمي الى هذا الخط فلم اكن املك شيئا سوى ردعها من خلال التوضيح لها بأن العرب ارهابيون ومسؤولون عن موت العديد من الارواح البريئة غير ان هذه الروايات لم تجد نفعا مع الصغيرة التي امتلأ قلبها بنور الايمان وبدأت تلح على الجميع انها تريد اقتناء كتاب الله الذي قمت بشرائه كهدية في عيد ميلادها الخامس مع ملابس خاصة للصلاة تأتي (مجانية) لكل من يشتري هذا الكتاب المقدس لدى المسلمين كتشجيع للفتيات الصغيرات على الصلاة. * وماذا حدث؟ اشتعل في البيت حريق كبير أتى على كل ما فيه عدا المصحف الشريف وكان ذلك في مدينتنا «كنت» القريبة من لندن العاصمة ومن ذلك اليوم اعلنت حمايتي لطفلتي وكذلك والدي الذي طلب من الجميع ان يكفوا عن توبيخها ومضايقتها لأن ما حدث معجزة حقيقية واكبر مثال على أن عهد المعجزات لم ينته بعد. والغريب ايضا انها عمدت الى ارتداء ملابس الصلاة التي كانت هدية مجانية لكل من تشتري قرآنا كريما وبدأت تضع السجادة على الارض وتصلي. * ومن علمها الصلاة؟ لا أحد لقد كانت تقوم بذات الحركات التي يقوم بها المسلمون اثناء صلواتهم دون ان تتكلم. * ما هو رد فعلك على ما يجري وهل أنت متأكدة أنها لم تتأثر باحدى صديقاتها المسلمات حيث ان لندن تعج بالمسلمين؟ بداية أؤكد لكم أننا نعيش في مدينة لا يقطنها مسلم واحد ولا يوجد فيها مساجد وابنتي تدرس في مدرسة تدعى «هادلو» وقمت بزيارة سابقة لها وتأكدت من خلو المدرسة من طلبة مسلمين. * وماذا عن عيد الميلاد المجيد والشجرة وبابا نويل... ألا تشدها هذه الامور؟ نحن عائلة غير متدينة لم نعتد الذهاب الى الكنيسة كما ان الاحتفال بعيد الميلاد المجيد عبارة عن مناسبات اجتماعية وليست دينية ذات اطار تقليدي قديم. * وأنت ما الذي جعلك تتحولين الى الاسلام؟ إن ما حدث مع ابنتي دفعني للبحث في الانترنت عن هذا الدين. * وما هي شعائره وطقوسه ولماذا هذه الحرب الشعواء التي يقودها الغرب بزعامة أمريكا ضده؟ لقد قرأت العديد من المعلومات الهامة والخطيرة والتي لمست قلبي كما ان ما حدث مع ابنتي جعلني اتخذ قرار قد يكون ا لاهم في حياتي وهو اتباع دين الاسلام والدخول في هذا الدين الحنيف بأسلوب صحيح فذهبت بصحبة طفلتي الى المسجد المركزي في لندن والتقيت الدكتور منصور مالك الذي امدني بالكثير من الكتب والمعلومات المفيدة ولم يحاول أن يدفعني للقيام بأي شيء غير مؤمنة به بل بدأ معنا بشكل تدريجي. وهناك نطقت طفلتي بالشهادتين وتم تغيير اسمها من جورجيا الى جميلة وتبعتها على نفس الخطى الثابتة ونطقت بدوري بالشهادتين وتم تغيير اسمي الى سميرة. * هل روادتك اية مخاوف بعد تحولكما الى الاسلام وما هي ردود افعال الاصدقاء والمقربين على هذا الفعل؟ لا لم تراودني اية مخاوف ولم اتعرض الى أية مضايقات لكن البعض قابل هذا التحول بالاستغراب والتساؤل حيث ان احدى صديقاتي سألتني «ما الذي جرى لكم هل جننتم؟!». أما زوجي فقد انفصل عني اثر تحولي الى الاسلام في حين ولدي جاكوب (13 عاما) وابنتي ميغا (10 اعوام) لم يتضايقا مما حصل وقدما الدعم لي ولاختهما الصغيرة. * كيف كانت حياتك قبل الاسلام وبعده؟ كانت حياتي عبثية صاخبة مليئة بالخطايا لكن حين لمس الاسلام قلبي تحولت حياتي الى هدوء وسكينة وطمأنينة.