توشك الحكومة الأمريكية على استكمال وضع دفاعي جديد لنقل قوات وأسلحة إلى خارج الولاياتالمتحدة والتأكيد على الانتشار السريع أكثر من التأكيد على عدد القوات والدبابات والطائرات. وقال مسؤول أمريكي، في إشارة إلى العمليات العسكرية في العراق وأفغانستان «بشكل عام وبالنسبة للقدرات فإن باستطاعتك فقط بصورة أساسية أن تنظر إلى الدروس المستفادة من الحملة العسكرية على العراق وأفغانستان. ويؤكد المسؤولون الأمريكيون أن المحادثات جارية مع حكومات أجنبية في أوروبا وآسيا بما في ذلك الصين عن خطط لقواعد عسكرية جديدة وخطط تتعلق بالقوة العسكرية. وقد أطلع مسؤولون من وزارة الخارجية والبنتاغون والبيت الأبيض الصحفيين في لقاء معهم في البنتاغون على الوضع وقال أحدهم «إننا بحاجة إلى الانتشار بسرعة بالقدرات التي نمتلكها» وأضاف «إن هذا الانتشار السريع لا يتعلق بقدرات معينة بل يتعلق بكل جوانب الانتشار بدءا من القيادة والسيطرة وانتهاء بالوحدات الرئيسية العاملة لدعم ذلك.» ولم يقدم المسؤولون الأمريكيون أموارا محددة حول هذه الخطط لنقل قوات وأسلحة، ولكن مسؤولين آخرين في البنتاغون قالوا إن تغييرات أساسية في بناء القوة الأمريكية ستحدث في آسيا وأوروبا. وأوضح هؤلاء المسؤولون أنه في آسيا سيتم نشر المزيد من الغواصات في جزيرة «غوام» في المحيط الهادئ حيث أرسلت مؤخرا إلى هناك ثلاث غواصات هجومية، وأن هناك ثلاثة غواصات أخرى سترابط في «غوام» للرد على أي هجوم صيني على تايوان ، حسب تعبيرهم. كما يعتزم الأسطول الأمريكي إرسال مجموعة حاملات طائرات مقاتلة أخرى إلى أقصى الغرب الأمريكي وربما إلى هاواي لتكون في موقع أفضل للتعامل مع أي صراع في شبه الجزيرة الكورية. وكانت البنتاغون أعلنت الأسبوع الماضي بأنها تعتزم نقل 12500 جندي من كوريا الجنوبية حيث يوجد نحو 37 ألف جندي أمريكي هناك، وسيرسل ثلاثة آلاف منهم إلى العراق أما في أوروبا فإن القادة العسكريين الأمريكيين الميدانيين يعتزمون تخفيض عدد القوات في ألمانيا وإيجاد قواعد أصغر في أوروبا الشرقية تمتلك قدرة أكثر على الحركة. وسيوجد الجيش الأمريكي «قوة أكثر قدرة على التبدل» كجزء مما يسمى «سياسة وجود» جديدة التي تتطلب وضع قوات وأسلحة في أماكن يمكن أن يحتاج إليها هناك. وقال مسؤولون إن البناء الجديد للقوة يرتكز على مفهوم يتنبأ بصراعات تكون فيها الحاجة إلى قوات أمريكية وحليفة مسالة صعبة. وقال مسؤول أمريكي أنه «على الصعيد العالمي حيث لا نستطيع التنبؤ بمكان القتال القادم فإننا نريد التأكد بأن لدينا القدرة وبأن لدينا قوات أمامية وهذه مسالة أساسية في الاستراتيجية الجديدة. كما أن هذه الاستراتيجية الجديدة تدعو إلى وجود المزيد من القوات منتشرة في أماكن بعيدة على الشواطئ الأمريكية كما أن الأسلحة والقوات ستكون متمركزة مسبقا في مواقع حيث يمكن إرسال قوات للالتقاء معها بسرعة.»