يعود المؤلف الدكتور «آلان كوت» ليذكر بأصالة المعالجة بالصوم فيقول: «ونحن إذ نعالج بالصوم، لا نأتي باكتشاف جديد، بل إنّنا نتوصل الى حقيقة فطرت عليها نفوس الأحياء جميعها منذ الأزل، ذلك أن في مملكة الحيوان، يعالج هذا الكائن نفسه بأساليب المعالجة الطبيعية، وهي الامتناع عن الطعام. فالحيوان حين يشعر بالمرض يمتنع عن تناول أي نوع من أنواع الطعام «فالكلاب والقطط المنزلية تقاوم الجهود النشطة لسادتها المهتمين بها، في محاولتهم لإجبارها على تناول الطعام... والأبقار التي يظنها الناس عجماء لا تفهم، ذكية الى حدّ يجلعها تدرك مصلحتها أكثر مما يدركه مربّوها والأطباء البيطريون، فهي تترك طعامها حين تكون عليلة، بل انها تحكم إغلاق فكّيها في حين يحاول الأطباء إجبارها على تناول الطعام»... أما الانسان، فهو الوحيد الذي يتشبّث بالطعام حينما يكون مريضا، ولو لم تكن شاهيته منفتحة، بل حتى ولو كان الطعام يجعله يصاب بالغثيان. ويضيف المؤلف، مع أن جسم الإنسان المريض، بغريزته التي فطره ا& عليها، يرفض الطعام، فإن من حول المريض يرغمونه على تناول الطعام بدعوى تمكينه من مقاومة المرض والمحافظة على صحته، وهو رأي واعتقاد مغلوط.