بين الارتباك الذي كان على محياها بعد طول غياب وعلامات الفرح التي رسمت على قسمات وجهها أطلت الفنانة التونسية نجاة عطية على جمهور المسرح البلدي لتقدم له باقة من الأغاني التي جمعت بين المشرقي والتونسي لتعيد جمهورها إلى فترة الثمانينات لما غنت انتاجها الخاص. نجاة عطية أطلت على الجمهور ولسان حالها يقول «عدنا والعود أحمد».. وقد حاولت أول الأمر أن تتناسى حالة الارتباك التي بدت عليها حتى أنها نسيت أن ترحب بالحضور أو تقول لهم «صحة شريبتكم» إلا أ نها تداركت اثر نهاية الحفل لتحيي الحضور وتمجّد أعضاء الفرقة التي صاحبتها طيلة العرض. اقتصرت نجاة في أول الحفل على أداء أغنيتين من انتاجها الخاص وهما «أخاف عليك» و«نفس المكان» فأقنعت وتسلطنت وتجاوب الحضور بالتصفيق المتواصل بين الفينة والأخرى. محاكاة بعد أداء البعض من أغانيها الخاصة بحثت نجاة عن أغان طربية ووجدت ضالتها في أغاني أم كلثوم فغنت و«صفولي الصبر» و«أنت عمري» و«دارت الأيام».. لكن نجاة سقطت في فخ المحاكاة لتتقمص شخصية أم كلثوم وفي لحظة انتشاء صارت شبيهة بها في طريقة التحرّك والتفاعل سواء بتحريك الرأس أو بالاشارات ومع الإطلالة في تقديم أغاني أم كلثوم بدأ الجمهور يشعر بالملل لأنه قدم من أجل نجاة وليس من أجل غيرها لكن هذا الملل تلاشى لاحقا عندما غنت نجاة باقة من الأغاني التونسية مثل «يامّة يا غالية» والبعض من أغانيها الخاصة ك«شمس النهار» و«آش ديرتلك خليني». وقد انتظر الجمهور جديدها لكنه لم يظفر ولو بمقطع واحد وقد تبين لنا أن نجاة قد أمضت عقدا مع روتانا وأهم بنوده أن تكون أعمالها على القنوات الروتانية في أول بث لها.. تآزر؟ ما لاحظناه أثناء حفل نجاة عطية هو وجود العديد من الفنانين التونسيين نذكر منهم مقداد السهيلي وصلاح مصباح وحسين العفريت ولمياء الرياحي والشاذلي الحاجي وهادية جويرة.. وقد كانت تصريحاتهم لنا توحي بأنهم يشجعون الفنان التونسي لذلك قدموا من أجل نجاة لكن قد يكون تواجدهم كذلك محاولة للظفر بلقاء صحفي.. ورغم ذلك فإن مثل هذه البادرة ندعو لأن تتكاثر بشكل هام حتى يكون التآزر بين الفنانين التونسيين قصد النهوض بالساحة الفنية لا غير.