واشنطن كابول (الشروق وكالات): حذّر قائد القوات الأمريكية في أفغانستان من الفشل الذريع في بسط الهيمنة الأجنبية على التراب الأفغاني والانهزام المحقّق على أيدي عناصر حركة «طالبان» في حال لم تسند قواته بشريا وماديا في غضون 12 شهرا مؤكدا أن معتقلي «طالبان» في السجون الأفغانية قادرون على التخطيط والتنسيق والتشاور مع أفراد الحركة الباقين. وكشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية في عددها الصادر أمس عن نسخة من التقييم العسكري الذي أجراه ستانلي ماك كريستال والذي أرسله في الثلاثين من أوت المنصرم إلى وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس. التحدي «الطالباني» وحذّر ماك كريستال في التقرير من مغبة الفشل في تحدي كسب المبادرة القتالية ووقف زخم «المتمردين» في المدى القريب، الأمر الذي قد يجعل من هزيمة «طالبان» أمرا غير ممكن. ووصف ماك كريستال الوضع الأمني في أفغانستان بالحرج والصعب والخطير الذي سيفضي إلى الهزيمة النكراء في حال لم يتم دعم القوات الدولية بقوات إضافية إلى حين اكتمال القدرات الأمنية الأفغانية. اعتراف وإقرار واعترف ماك كريستال بقصور قواته عن كسب تأييد الشعب الأفغاني مقرا بأن هذا العجز يمثل احدى نقاط الضعف الكبيرة لقوّة المساعدة الأمنية الدولية «ايساف» وأشار ماك كريستال إلى أن ضعف مؤسسات الدولة والتصرفات المشينة لأصحاب النفوذ والفساد المستشري إضافة إلى أخطاء «إيساف» لا توفّر للشعب الأفغاني سببا وجيها لدعم حكومتهم. وأقرّ ماك كريستال بأن نظام السجون الأفغانية يعمل على تأجيج الصراع حيث يوجد ما يربو على 2500 سجين «طالباني» قادرين على التخطيط والتنسيق والتشاور فيما بينهم داخل المعتقلات والاتصال بالعناصر الأخرى الموجودة خارج مراكز الاعتقال. واعتبر كريستال ان القوات الدولية عملت بأسلوب يبعدها ماديا وعسكريا عن الشعب الأفغاني، مضيفا أنه «في حال عدم هزيمتنا من «طالبان» فإننا سنهزم أنفسنا». في هذه الأثناء دعا الرئيس الأفغاني المنتهية ولايته حامد قرضاي حركة «طالبان» لإيقاف المعارك متعهدا باجراء مفاوضات سياسية معها في حال تم إعادة انتخابه. وقال قرضاي الليلة قبل الماضية: «مرّة جديدة أدعو جميع «الاخوة» الأفغان إلى وقف المعارك ووضع حدّ لتدمير البلاد وقتل العباد».