بحضور رئيس المفوضية الاوروبية بتونس السيد مارك بيريني وبمساهمة الدكتور تيري فابر ممثل البيت المتوسطي لعلوم الانسان قدمت مؤسسة تونراد أديناور مؤخرا الترجمة العربية لكتاب: «Les representations de la méditerranée» (تصورات البحر الابيض المتوسط) والتي اشتملت على 10 تأليفات تهم تصورات ل10 دول هي ايطاليا، اسبانيا، اليونان، مصر، فرنسا، تركيا، المغرب، تونس، لبنان، ألمانيا حول البحر الأبيض المتوسط. وأجمع الحاضرون على أنه عند الحديث على المتوسط فاننا لا نتكلم على الشيء نفسه اذا نظرنا اليه من أي بلد، ذلك ان تطورات المتوسط بنيت في كل مكان من هذه الامكنة على طبقات تاريخية وثقافية مختلفة، وكان الغرض من هذا العمل هو استكشاف هذه الانساب المتنوعة لفكرة المتوسط. والنصوص هي نتاج عمل عشرة باحثين وعشرة كتاب من ضفتي المتوسط مدة سنتين لاستكشاف متخيل هذه الجماعات أو تلك والخرائط الذهنية المائلة والاصداء التي يوقظها ذكر هذا البحر حيث تلتقي ثلاث قارات وثلاثة أديان كبرى وتنوع قل مثيله من اللغات والثقافات، المتوسط كبحيرة سلام، أو على العكس كأفق لمواجهة محتملة؟... مكان انفتاح أوجه انطواء؟ قيم مشتركة أم احتدام للفروق؟ والتساؤل نفسه من شأنه ان يثير الاهتمام او الازدراء أو الحذر. وقد ألّف «المتوسط التونسي» كل من المؤرخ الصادق بوبكر المختص في تاريخ تونس والعلاقات التجارية والمالية في المتوسط في العصر الحديث والدكتورة آمنة بلحاج يحيى التي لها العديد من المقالات والروايات ودرّست الفلسفة في باريس وتونس. وعنون الدكتور بوبكر مساهمته ب»البحر المتوسط في عيون التونسيين» واختارت الدكتورة بلحاج يحيى، كيف تبني على مشهد بحري عنوانا لمساهمتها. الكتاب مليء ب»الاحاءات» والتصورات ومفيد في زمن تكثف فيه الحديث عن المتوسط والفضاء المتوسطي وغلبت فيه نزعات سياسية هامة تتجه كلها نحو تفعيل التقارب المتوسطي المتوسطي بما يسهم في استثمار الفرص التنموية والاقتصادية الممكنة في ظل التحديات العالمية الموجودة وتصاعد مفاهيم العولمة والكونية والتي تهدد في جانب منها الهوية المتوسطية كفضاء للسلم والتآخي والتآزر وكمثال للتعاون المشترك والبناء.