«فعلها» الترجي في سوسة بالذات وفرض على الجميع احترامه بعد عودته القوية والتي كانت بمثابة الدرس الكبير لكل من يتعثر فلا يفكر إلا في «التغيير»... فالترجي منذ عثرة «البقلاوة» لملم جراحه كأفضل ما يكون وانطلق مجددا في ملاحقة «النسر» وها هو يحقق النصر تلو النصر ليبرهن للجميع أنه أكبر من أن تهتز جدرانه بمجرد حصول كبوة... والفوز على النجم في عقر داره والانفراد بالزعامة لن يكون مجرد ديكور لارضاء غرور الجمهور لكنه يحمل في طياته رسالة مضمونة الوصول الى الجميع بأن الجلوس على كرسي الريادة سيطول... بالنسبة للنجم لا نظنه خسر الدنيا بخسارته أمام الترجي خاصة أن لا أحد من اللاعبين ادخر حبة عرق بل هم حاولوا الى آخر اللحظات للتصالح مع الاحباء لكن مشكلتهم أنهم وجدوا في طريقهم عاصفة حمراء وصفراء لا تعترف بالخطوط الحمراء... والاكيد أن جمهور النجم يتفهم هذه الوضعية في هذا الوقت بالذات الذي يتطلب وقفة واحدة وصفّا واحدا بعيدا عن تبادل الاتهامات وزرع المزيد من الخلافات حتى لا نقول عن نجمنا الغالي «امسح مات»... فالنجم حتى وإن لعب من أجل النزول يحتاج الى جمهوره الوفي بعيدا عن تبادل ضرب العصي... الملعب التونسي هو الآخر واصل تحرّره من الماضي القريب وفاز بالنقاط الثلاث أمام فريق فاجأ الجميع بما حصده الى حد الآن والسؤال المطروح هل تتواصل حلاوة البقلاوة ويكسب محمد الدرويش رهان التشبيب والاعتماد على مدرب «نكرة»... وأيضا مجانية دخول الاحباء؟ نادي حمام الانف خرج بطلا للجولة وهنا لابد أن نفتح قوسا لنغلقه سريعا ونشكر فيه رئيس النادي المنجي بحر لأنه تصرف برصانة المسؤولين الكبار وكان مؤمنا أكثر من غيره أن «الهمهاما» ليست في أزمة حقيقية رغم نتائجها السلبية وها هو الواقع يأتي بصدق حدسه بعد أن جرّ فريقه القوافل في عقر دارها الى هزيمة تاريخية. الافريقي حقق المطلوب ب «تعريفة العادة» وفي توقيت العادة وهو الأهم بالنسبة لجمهور باب الجديد الذي مافتئ يطلب المزيد وهو الذي قدم درسا من الطراز الثمين عندما واصل دعمه الخيالي بعد الدقيقة التسعين ولا غرابة أن يتواصل زحف الافارقة بعد أن ظن البعض أن سفينتهم غارقة في وقت طارت الهزيمة ب «رأس» جلال القادري لتتخذ الهيئة قرارا آخر يحتاج الى حجة دامغة لهضمه بعد أن بحثت عن المدرب آيت الجودي في حين أن إطارها الفني فيه محمد سريّب والتيجاني مشارك اللذان يشهد لهما الجميع بالكفاءة والاخلاق ليصبح السؤال القائل: الى أين تسير قافلة «العكارة»؟ النادي الصفاقسي كسب الامتحان النفساني الذي خضع له بعد قراراته التاريخية بشأن «نصف طزينة» من لاعبيه... شأنه شأن أمل حمام سوسة الذي عاد بالسرعة الرابعة الى طريق البطولة بل وتسبّب في طلاق الاولمبي الباجي ومدربه خالد بن ساسي خاصة أن «الحلاوة» طارت من عاصمة السكر منذ البداية رغم «نجاح» الفريق في تسجيل هدفه الاول بعد ست جولات كاملة... كتبت في افتتاحية الأحد عن حاجة النادي البنزرتي ليبقى على رجليه علىأرض الواقع بعد أن وضع مباراته مع القصرين في «المكتوب» واعتبرت الأمر «ثقة» زائدة عن اللزوم بل حذّرت من خطورة ما يدور قبل اللقاء على ألسنة الجمهور وهذا ما حصل على أرضية الميدان في مباراة شهدت كل شيء إلا الاهداف خرج منها مستقبل القصرين بنقطة ثانية من خارج ملعبه تحسب لفائدة «رجال» السباسب ومدربهم الشاب كمال الزواغي الذي نجح في إيجاد بعض الحلول مما زاد في تحسين المحصول... على جناح الألم (1) ذهبت صبيحة السبت خصيصا الى الحديقة «أ» لمشاهدة مباراتي أمال وأواسط الافريقي ضد نظرائهم من جرجيس وقد وقفت على فلتات كروية من هذا الفريق وذاك ليضربني السؤال في الصميم عندما قلت أين يذهب هؤلاء عندما يبلغون الاكابر... هل يضيعون كغيرهم في الزحام خاصة أن الهيئات المديرة لا تعترف إلا ب «البرّاني» أم أنهم سيفرضون أنفسهم مثلما فعل بعض ممن سبقهم الى نفس الميدان؟ والكلام هنا موجّه أكثر الى ترجي الجنوب الذي كدّس اللاعبين ودفع فيهم أموالا بلا حدود لكنه الى حد الآن لم يحقق الهدف المنشود... على جناح الألم (2) الطريقة التي أمر بها الحكم مكرم اللقام مدرب القصرين كمال الزواغي بالخروج فيها الكثير من الاهانة ولاحت وكأن هذا الحكم ضبط المدرب المذكور يطرق باب داره فنهره وأطرده بحركات تقلل من هيبة قاضي الميدان...