عمّان (الشروق) حاورته مبعوثتنا الخاصة فاطمة بن عبد اللّه الكراي هو بعدّ السّنين، رجل الدّهر كلّه.. فمازال يجيبك عن الحاضر العربي وأسسه وتداعياته حتى يسافر بك الى ما قبل الميلاد، يحدّثك في صور متطابقة الى حدّ كبير مع واقعنا الحالي عن «حنّبعل» المناضل و»حنّبعل» الذي جعل من الصراع مع روما صراع وجود لا صراع نفوذ.. يحكيك حنبعل، ثمّ يبين لك حجم الخذلان وسبب الانكسار والخسارة.. جلست أمامه بعد التحية، وقد التقيته آخر مرة في بغداد أواسط التسعينات في ندوة ذكرته بها فتذكّر في حين لم يكن بوسعه أن يذكر الصحفية التونسية التي وجدت بالصدفة في منتدى فكري كان يعقد في بغداد وحضره عرب وعراقيون ليستمعوا الى المفكر العربي، ناجي علّوش.. هذا المناضل الذي لا يسوق لك «القانون» إلا ليفكّكه ويفهم مدى خدمته للقضية المركزية «فلسطين»، وإلا فإنه المارد المتمرّد أبدا على القيود وعلى المخططات وعلى الجهل والجهالة.. التقيته في عمّان، ولم تكن صحته على ما يرام بعد أن أصيب بوعكة صحية مزمنة، لكن وبعد 15 دقيقة بالتمام والكمال، تبدّد هذا الشعور الذي رافقني وأنا أتجه اليه لألتقيه وبعد أن سمعت عن مرضه إذن بعد ربع ساعة تبدّدت الفكرة وتغيّرت النظرة، بعد أن بدأ الرجل يتحدث ويتذكّر، يحكم ويؤكد، يرصد ويلاحظ ما يحدث في المشهد العربيمن مغربه الى مشرقه.. ولد سنة 1935 ولما زرته في بيته العمّاني كان اليوم الموالي لعيد ميلاده التاسع والسين.. فبادرته مجاملة في الأول وهو يعلمني بالمناسبة: مازلت شباب أبو ابراهيم، لكن وبسرعة تحولت المجاملة الى قناعة.. الرجل يحكي في التفاصيل كما الاستراتيجيا، ليس به وهم، أن العقل العربي سليم، وأن المقاومة هي رديف كلّ احتلال.. لا يتملّكه «جنون العظمة» ولا الحلم غير المدروس الذي يتحول أحيانا وعند الكثيرين إلى هوس. تحدث عن العراق كماتحدث عن فلسطين، ولد في فلسطين وأخرجه الاحتلال واتفاقيات الدول العظمى منها، لكنه يؤكد على الرجوع ولو بعد حين.. عندما يتحدث عن فلسطين، أرى فيه الطفل ذي السبع سنوات، الذي أخذه شغف الكتب أول مرة عندما أطلعه والده على جمع من الكتب في «صندوق عروس» ومدّ للطفل أو لكتاب: هو القرآن الكريم، اضافة الى ديوان عنترةبن شدّاد. تعلّم شعر المتنبي فحفظه قصائد ومعنى، وبدأ يطالع الى جانب الوالد بسرعة ومنذ صغره بعض المجلات العربية التي سما صيتها عصر النهضة العربية.. تلك النهضة المغدورة.. يتهيأ المفكر ناجي علوش لإصدار كتاب جديد هو جاهز ماعدا الطباعة التي تنقصه كخطوة تنفيذية حول شكري العسلي القائد القومي الذي أعدم من أجل قضية فلسطين.. ناجي علّوش ينطلق من القضية الفلسطينية وإليها يعود في التحليل والرؤية ورصد حركات التحرّر عبر العالم.. «الأساطير والوقائع والصهيونية والأمة العربية» هو عنوان آخر كتاب له صدر في عمّان سنة 1997. وكانت بداية اللقاء مع المفكر الفلسطيني والشاهد على جزء من التاريخ العربي بهذا السؤال: * في هذا الزمن الدولي الرديء عربيا.. يحدث أن يفقد العرب العراق كما خسروا فلسطين بل وبطريقة أشنع.. هذا العقل العربي أضحى اليوم محل اهتمام ومحل أسئلة محيرة من الأجنبي قبل العربي.. فما الذي حدث لهذا العقل، أهو انهزامي الى هذه الدرجة أم أن تركيبة هذا العقل وبنيته تبرران ما يقع لهذه الأمة..؟ لقد أصبح العقل العربي مثار جدل وسخرية من الآخرين الذين يروننا مهزومين ونحن لا نعي الحقيقة؟ أولا لا أتفق مع هذا التحليل.. ولا يهمني رأي الأجنبي.. ففي غالب الأمر تكون آراءالأجانب فينا نحن العرب عدائية ومحبطة ومقلّلة من شأننا.. هؤلاء يريدون اخضاع جماهير الوطن العربي وكل الآراء التي يطرحونها بهذه الشاكلة تنطلق من أفكار عدائية.. حتى وإن أبدوا حرصا على الديمقراطية والحرية هم يعملون على الذبح وليس النصح. لأنهم ببساطة أعداء، وهم لا ينسون قضية الحروب مع الافرنجة والانتصارات السياسية والفكرية التي أنجزت في التاريخ.. هم لا ينسون محاولة حنّبعل لإسقاط روما حين قال: إما أن نعيش نحن أو روما. لقد حاول حنّبعل ولكن المدن الفينيقية في لبنان وتونس قرّرت أن تخذله، لأن التجار (وهم الفئة الماسكة بدواليب السلطة) كانوا يبحثون الأمر من بوابة حسابات الربح والخسارة.. كانوا يبحثون في «الآن» وليس في «بعيد المدى». لهذا فإن العلة التي يعانيها العرب ليست في عقلهم أو في بنيتهم الثقافية فهم شعب مجاهد ومبدع كما عرفهم التاريخ ولكن مشكلة العرب الأساسية تكمن برأيي في أمرين: الأمر الأول : أنهم يحاولون أن يعيدوا مجدهم في وقت أصبحت فيه القوى الامبريالية سيدة العالم، وخاصة بعد أن انهار الاتحاد السوفياتي. الأمر الثاني : أن الكثير من حكامهم يعملون مع القوى الأجنبية ويتأثرون ببرامجها والكثير من أحزابهم وقياداتهم السياسية الجديدة تتكيف مع القرار الدولي والخط الدولي. هناك مؤرخ أمريكي كتب كتابا مهما إسمه «السياسة الدولية والشرق الأوسط» ويطرح عبره فكرتين خطيرتين: أولا: الشرق الأوسط هو منطقة قرار دولي وليس مسموحا لأي كان أن يغيّر الأمر. وهو يقرأ التاريخ الحديث على أساسه. يقول مثلا إن محمد علي باشا (مصر) هزم الثورة اليونانية لكنه حوصر كمشروع وكإجراء.. بينما قامت دولة يونانية بقرار دولي، (من الكبار المتنفذين في العالم). ثانيا: هناك مقولة ثانية تقول إن الدول الاستعمارية كونت نخبا «ثقافيا» هي مقتنعة بأنها لا تستطيع أن تحكم إلا بقرار دولي ولا تتغير ولاتغيّر الا بقرار دولي. كذلك تسعى الى الارتباط بقوى دولية وقد برز هذا التوجه في حالتين خطيرتين: في حالة فلسطين عندما طالبت فلسطين بتطبيق القرارات الدولية. وفي حالة العراق عندما استجار من استجار، بالأجنبي فكانت عملية احتلال بشعة. إنّ هذه النخب التي تحلم بأن تكون غربية لا تملك الارادة لبدء عملية تحرير حقيقية تخلصنا من الاحتلال الاجنبي وتبني وطنا حرا ديمقراطيا، هي التي نرى صوتها يعلو اليوم. لذلك فإن هؤلاء (هذا النمط من النخب) ليسوا مقاتلي تحرير. هم ليسوا كما المقاتلين في الثورة الصينية الفيتنامية الذين أنجزوا تحريرا في بلادهم. هؤلاء يبنون نظما لها «أجندة» أجنبية، علينا أن نكشفهم ونفضحهم لأنهم يخونون شعبهم في اتجاهاتهم الرخوة. تجدهم يشككون في العمليات الاستشهادية وكأنهم ينطقون بلسان الأمريكان. المسألة إذن ليست في العقل العربي بل في النخب العربية في رخاوتها وهشاشتها. هذه النخب التي نراها لا ترى ضيما في أن تكون لفرنسا أو واشنطن قواعد في الجزائر وفي لبنان أو بريطانية أو أمريكية كما هو الحال في العراق.. أو «فرانكوفونية» في تونسوالجزائر والمغرب. العقل العربي سليم وهو عقل نضالي ومبدع ولا خوف عليه إلا من هؤلاء الخانعين الذين يبحثون كيف يصبحون أجانب في بلادهم. لم أشأ أن أقاطع محدثي، خشية أن أقطع تسلسل أفكاره.. بدأت قوته الفكرية والتعبيرية تتصاعد حتى وصلت ذروتها بهذا المثال الذي ساقه لي عن هؤلاء الذين وصفهم بأنهم يريدون أن يكونوا أجانب في وطنهم، فقال: في سنة 1958، في مؤتمر عربي عقد بالكويت جاء شيخ يمني وهو يلبس لباسا تقليديا يمنيا معروفا.. الخطب كانت كثيرة، ولمدة ساعتين لم يهدأ المتكلّم عن الكلام.. ثم قال اليمني تقليدي الهيئة واللباس، لقد أحضرت لكم قصيدة سأقرؤها لكم، «فتضايق» بعضهم (من الحاضرين).. فما كان من سليمان العيسى الشاعر العربي المعروف الا أن وقف فأصدح بقصيدة هذا طالعها: لقملة في ثياب البدو قد حملوا رشاشهم وإلى الحرية اندفعوا.. أسمَى وأشرفُ من رأس مطأطأة بأطيب الدّهن من باريسَ تلتمعُ. فغضب بعض من كان يقصدهم وقد فهم الجميع الطالع والمتن والمغزى من النثر والشعر.. الشعب العربي قام بثورات كبرى في المشرق والمغرب.. في فلسطين ثورة القسّام أطلقت العنان للمقاومة المنظمة وفي تونس ثورة على المستعمر بدأت بالعصيان ثم الكفاح المسلح وفي الجزائر والمغرب نفس الأمر حدث في ليبيا ومصر.. وشعبنا مازال في اتقاد وحيوية من أجل الفصل مع الاحتلال والتخلف والرداءة.. لنا فئات وطنية، تلك التي لا تنتظر قرارا دوليا ولا تزكية دولية ولا تنتظر تكريما من «البيت الأبيض» أو «الأسود» أو «الأحمر»، ويحاول أعداؤنا في أوروبا وأمريكا أن يشكّكوا بمصداقية العقل العربي. لذلك كتبوا كثيرا عن «العقل العربي والتشكيك».. * آثرت أن أخفت من شحنة الفكر ومحاولة حصر البحر الفكري الذي غمرني به المفكر الفلسطيني العربي ناجي علوش، فاتجهت مراوحة لا هروبا الى السياسي اليومي.. الى الفعل السياسي في المشهد العراقي فسألته عن «تسليم السلطة» من زاوية المنظومة الفكرية للرجل، والتي كلما واجه سؤالا مني إلا ورصّ صفوف أفكاره المبدئية لا متبدّلا ولا هو يرقد على نيّة أن يبدّل أفكاره.. قلت له: بغداد من ليلة القبض عليها (9 أفريل 2003) الى موعد تسليم السلطة الذي تمّ منذ (يومين) ماذا يقول ناجي علوش وماذا يرصد وبأي منظار يأخذ المسألة؟ قال محدثي دون تردد ولا استفسار، مفصحا عن شيمة من شيم المفكرين الكبار الذين يحفظون التفاصيل في عمومياتها والعموميات في أدقّ تفاصيلها: أنا أعتبر أن سقوط بغداد كان ضربة عظيمة وقاصمة.. لأن العراق كان يخوض تحديا كبيرا على كافة المستويات أنا من الذين كانوا على اتصال مباشر مع العراق وأعرف جيدا ما كان يحصل وما يحدث الآن وما سيراه من أحداث. العراق خلال حكم صدام وحزب البعث، كان يعمل على حل مشكلة التخلف داخليا، وحلّ مشكلة الاسلحة وبناء قاعدة عربية فعالة.. كانت هذه مشكلته التي تشغله.. لقد أنجز العراق انجازات كبرى سيعرفها العالم عندما ينتهي غبار الحرب.. للّذين لا يريدون أن يعرفوا، لقد كان الغرب يخشى ما يفعله النظام العربي في العراق.. حلّ مشكلة الانتاج الزراعي بما يوفر الامن والاستقلال الغذائي وكذلك الانتاج الصناعي وبناء قاعدة صناعية عربية.. ولم يظلّ العراق بلدا معتمدا على الثروة النفطية وكان يتجه الى حلّ مشاكل أكبر كالعلاقات العربية العربية، وبناءجسور انتاج للعمل العربي المشترك. وكان على علاقات جيدة بكل قوى التحرّر العربي والدولية المعادية للإمبريالية.. وأنا لا أعتبر أن المعركة انتهت يوم 9 أفريل 2003 بل هي معركة استمرّت.. ما حدث ويحدث في الفلّوجة والأنبار ليس إلا استمرارا للمعركة ضد الامبريالية الدولية والمتآمرين من قريب ومن بعيد. أنا أتمنى للعراق أن يظلّ يعمل ويناضل حتى يخرج آخر جندي محتل من أرضه، وحتى يستأصل كل من تعامل مع الاستعمار. أمّا «الحكم الجديد» فهو يمثل تركيبة غير مريحة لأنهم هم الذين زوّدوا الاحتلال بالأكاذيب كما ثبت، وشجعوا الاحتلال على ما أقدم عليه، كل يوم تنشر معلومات حول علاقاتهم بالاستخبارات الأجنبية وهذا أمر مخجل ولا يدعو الى الراحة وبهذه الطريقة لا يكون للعراق استقلال ولا حكم يرضى عنه الشعب. وستصبح مهمة هؤلاء الحاكمين أن يكيفوا اقتصاد العراق للمصالح الامبريالية.. وعليه فإن الصراع سيستمرّ والتدخل (الأجنبي) أيضا سيستمرّ، وهناك ظواهر أصبحت واضحة.. إن العلماء يُقتلون اليوم في بيوتهم بالعراق وفي الشارع لأن القوات الغازية لا تريدهم أن يبنوا عراقا جديدا يعيش لمصلحة شعبه ويعوّض عن سنوات الضنك والصعوبات السابقة.. وعلينا جميعا نحن المهتمون بالنضال من أجل الحرية والديمقراطية أن نكشف جميع الألاعيب ضدّ العراق من أجل استقلال العراق. * تبدأ المحاكمة، محاكمة الرئيس العراقي الآن، كمفكّر ومناضل، كيف ترى المحكمة وكيف ترى المحاكمة، بعد أن تقلّب موقف الاحتلال من احتلال له استحقاقات متأكدة الى غزو لا ضابط ولا نواميس ولا قوانين تحكمه؟ يجب أن لانقبل بأي شكل من الأشكال أن تتدخل الحكومة المعينة في محاكمته. إذا كانت هناك محاكمة فيجب أن تكون قانونية حتى يقع الاستماع الى ما لا تريد سلطات الاحتلال أن يعرفه الجميع. محاكمة يشارك فيها رجال القانون وكل المدافعين عن الحرية والانسان. أقول هذا لأن العدو سيحاكم أي عربي باعتباره «مجرما» كما فعل في أفغانستان وتجاه معتقلي «غوانتانامو» وعوملوا كوحوش مفترسة.. وهذا أيضا لا يجوز أن نسكت عنه.. فإذا سكتنا عمّا يقع في العراق فإننا نسكت على جرائم ضد شعبنا لا يجوز قبولها أو السكوت عنها. ومن العيب أن يتشفّى المعارضون في العراق الذين جاؤوا بالقوات الأمريكية الى بلدهم، من قائد وقع أسيرا وأن يقبلوا توجيه الاهانات إليه (صدّام) انتقاما منهم لحساسيات سابقة، لأنهم عندما يفعلون ذلك فليتوقعوا أنهم سيقتلون بالطريقة عينها من شعبهم. * لم يزل موضوع ا لعراق ساخنا ومحل جدل وجدل مضاد بعيد «تسليم السلطة»، حتى انبرت القضية الفلسطينية في عراكها الدائم مع المحتل.. سألت المفكر ناجي علوش عن فلسطين القضية وعن واقع هذه القضية الآن، وقد أضحى المشهد يضع على طرفي نقيض وفي خندقين مفروزين أحدهما للمقاومة الباسلة التي لم يتعبها التاريخ بل زادها اصرارا على النضال من أجل استرجاع الحق وخندق فيه الاحتلال الذي فاقت غطرسته وسمومه كل المعهود من الاحتلالات عبر التاريخ؟ سألت محدثي فسارع الى القول: سأقول ما أقول لأول مرة وهو أن واقع القضية الفلسطينية يبرز الآن في جانبين: الأول ويتمثل في وجود شعب مستعد للموت والقتال ولا يخاف أساليب العدو، وهذه ظاهرة ايجابية تستحق التشجيع والتطوير. والثاني وهو الاشكال السياسي الذي ينتج عن اتباع القيادات لسياسات تعلق آمالا كبيرة على التدخل الأمريكي والأوروبي في حسم الصراع. وهنا شدّد المفكر ناجي علوش على ما أسماه اتجاهات السلام التي نعتها بالصهيونية وهي كما يضيف بالقول: اتجاهات تقود الى ارباكات كبيرة بمختلف الاتجاهات لأن العدو الصهيوني يلعب بأطروحات ما يسمى أطروحات السلام ويختلق أساليب جديدة مثل «خارطة الطريق» والمفاوضات التي تطلب تنازلات من القيادة، ولكن عندما تنجح هذه السياسة (التي يتبعها العدو) وتحدث الارباك المطلوب يتركها الصهاينة الى سياسة جديدة مما يخلق ارباكات في الساحة السياسية الفلسطينية والعربية حتى يستفيد العدو ويحدث إرباكا شعبيا. نحن الآن بحاجة الى أمرين: الأول : احداث تطوير جذري في بنية القوة المقاتلة وتوسيع أطرها لايقاع أكبر الخسائر في صفوف العدو. والثاني : وضع برامج لسياسات جديدة لا تهتز أمام ألاعيب العدو واخترقاته. وبدون ذلك سنجد أنفسنا في مآزق كبيرة وجديدة، دائما تقود الى الخسارة وراء الخسارة ولا إلى الكسب المادي والمعنوي. * ولكن ميدانيا في فلسطين الآن كيف ترى الأمر، ما العمل، وقد استمرأت قوات الاحتلال القتل المتعمد وتدمير البيوت وغلق المعابر والتنكيل بأبناء الشعب الفلسطيني، ما الحل.. ما العمل؟ ميدانيا نحن بحاجة الى تطوير فعالية القوى المقاتلة وأي تطوير ردود سياسات العدو.. والى اتخاذ اجراءات بحيث يقاوم كل جندي يدخل حيا عربيا أو دبابة تحاول دخول القرية وأن تحاول قطع الاشجار. يجب التصدي والمقاومة وهذا أمر مشروع وعرفته كل حركات المقاومة في العالم. المناضلون موجودون في فلسطين.. ناهيك أنه عندما يوجد «الاستشهادي» الذي يعطي روحه وذاته من أجل التحرّر من الاستعمار، فلا تبقى هناك مشكلة. ان المشهد المشرقي برمته مقبل على مخاطر كبيرة بعد حرب العراق.. فالسياسة الصهيونية العالمية هي التي وضعت مخطط وبرنامج ضرب العراق.. وهذا الضرب كان جزءا من برنامج أكبر يشمل سوريا ومصر والمغرب العربي.. يعمل المخطط على منع أي تطور فيها وبالتالي علينا أن نفتح عيوننا جيدا وأن نستعدّ للمواجهة.. الخطة الآن تستهدف تفتيت المغرب العربي وفصله عن المشرق العربي.. فليس أمام العرب سوى فهم سياسات ومخططات الاعداء في مرحلة أولى ثم التوحّد والردّ الموحد في مرحلة موالية.