يلتئم الافتتاح الرسمي لتظاهرة «أيام قرطاج المسرحية» بقاعة «الكوليزي» بالعاصمة، وذلك يوم 11 نوفمبر الجاري. هذا الخبر يبدو للوهلة الأولى عاديا، إلا أن التدقيق في بعض التفاصيل وأبرزها القاعة التي ستحتضن الافتتاح، غريب بعض الشيء لأن قاعة «الكوليزي» أساسا قاعة عروض سينمائية، ويصبح الامر طريفا عندما نعود الى حفل افتتاح تظاهرة «أيام قرطاج السينمائية» في السنة الفارطة الذي التأم بفضاء المسرح البلدي بالعاصمة. الطرافة المتحدث عنها تستمد مشروعيتها من أن التظاهرة السينمائية افتتحت في فضاء مسرحي بالأساس كما يدل اسم الفضاء (المسرح البلدي) بينما ستفتتح التظاهرة المسرحية في قاعة عروض سينمائية بالأساس وأما الغرابة فتكمن، في أنه لا داعي أساسا لهذا «القلب» الغريب لأن فضاء المسرح البلدي مؤهل لاحتضان افتتاح ايام قرطاج المسرحية، وقاعة الكوليزي بدورها كانت مؤهلة لاحتضان افتتاح أيام قرطاج السينمائية. وإذ «لا ندعي في العلم فلسفة»، فإننا نستغرب هذا «القلب» اللامبرر، والذي يبدو بمثابة الاجتهادات التي لا تضيف شيئا الى المشهد الثقافي عموما والمسرحي والسينمائي على وجه الخصوص، سوى بعض الطرافة، وبعض الاستفهامات الانكارية. فأي خصوصية لأيام قرطاج المسرحية وهي تفتتح في قاعة سينمائية؟! وأي خصوصية لأيام قرطاج السينمائية حين افتتحت بالمسرح البلدي؟! لكن ربما مع جاهزية مدينة الثقافة الجديدة، في السنة المقبلة كما هو متوقع قد تتغيّر الاختيارات والاجتهادات الغريبة، فتفتتح التظاهرات السينمائية في قاعات السينما وتفتتح التظاهرات المسرحية في المسارح...