لم تجر رياح الجولة التاسعة بما كانت تشتهيه سفينة النادي البنزرتي التي كانت قادرة على الإرساء في المرتبة الثالثة بمفردها لكن مرة أخرى يعجز الفريق عن فرض كلمته على ميدانه ويضطر لاقتسام النقاط مع ضيوفه في كرم زاد عن اللزوم ممّا فوّت عليه فرصة واضحة للتمركز في مرتبة متقدمة. تعادل يوم الأحد صعّد من استياء الجمهور الذي حمّل المدرب كامل المسؤولية في مقام أول ثم بعض اللاعبين في مقام ثان وكأن رصيد الثقة الذي تولد بين الجمهور وطاقم تدريب الفريق في بداية الموسم بدأ ينهار منذ الجولة السادسة مع ذلك فلا شيء يبرر تجاوز المنطق في انتقاد أي كان. قراءات متكررة إلى حدود الجولة الخامسة من البطولة كانت كل الأمور عال العال داخل قلعة النادي البنزرتي خاصة الجوانب المتعلقة بالأمور الفنية والإمكانات البدنية والبشرية لكن مع الجولة السادسة تغيّرت الأحوال وعاد الفريق إلى أسلوب اللعب الذي اشتهر به في الموسم الفارط فتتالت التعادلات وكانت الهزيمة ولئن كان منطقيا جدّا أن ينهزم ويتعادل أي فريق إلا أن ما أثار استغراب أحباء الفريق هي قراءات مدربهم لكل نتيجة غير الانتصار وقراءاته تتمحور حول تبريرات ثلاثة وهي: 1) ظروف مفاجئة وتعني إقصاء لاعب أو إصابة آخر 2) تراجع مردود لاعب أو أخطاء فردية 3) جو عام داخل الفريق نفس القراءات تتكرر حتى أن البعض أصبح يتكهن بالتصريحات قبل سماعها. وسؤال الأحباء الكبير والمتكرر متى يتحدث مدرب الفريق ومعاونوه عن أخطائهم ويراجعوا حساباتهم أم تراهم لا يخطئون ولماذا يقللون من شأن لاعبيهم بإخراجهم في صورة الصغار دائما؟ تساؤلات حول الخيارات في لقاء النجم الساحلي بسوسة وإلى حدود الدقيقة 25 كانت الأمور تسير مثلما يشتهيه مدرب النادي البنزرتي ففريقه منتشر على الميدان كما ينبغي المبادرة بالهجوم كانت له لكن وقع ما لم يكن منتظرا وأصيب المرزوقي وغادر الميدان في تلك اللحظة توقع الفنيون أن يقحم المدرب قلب دفاع ونعني به سفيان ماضور مكان المرزوقي ويواصل الفريق تنفيذ خطته المرسومة لكن المدرب رأى غير ذلك وأعاد الهيشري لمحور الدفاع وأقحم لاعبا في غير خطته لذلك حمله الجمهور هزيمة الجولة الثامنة. ثم جاءت مباراة قفصة وإلى حدود الدقيقة 60 كان الفريق متقدما بهدف مقابل صفر وأموره عال العال لكن تم إقصاء الجزيري وكان المتابعون ينتظرون إقحام مدافع أيسر مكانه وإخراج مهاجم أو لاعب وسط وإنهاء المباراة بنفس الكيفية لكن المدرب رأى عكس ذلك فأعاد البراطلي للجهة اليسرى واستعمل الورتاني على الرواق الأيمن وهذا ما اعتبره أكثر من فني اختيارا في غير محلّه. فيتو في وجه تشالا وعنتر! من جولة إلى أخرى ينتظر الجمهور إقحام اللاعب فانسون تشالا ونبيل عنتر أكثر المهاجمين جاهز ية خلال التمارين وإقحامهما مشروع وممكن في ظلّ تراجع مردود الجباري وبن سالم إلا أن المدرب يرى عكس ذلك ويواصل رفعه للفيتو في وجههما والسؤال لماذا كل هذا الإصرار؟ وما الجدوى منه؟ ولماذا وافق المدرب على انتداب تشالا هل ليبقيه على البنك؟ أليس في ذلك إهدار لأموال النادي أم هناك أمور أخرى خفية لا يعلمها إلا المقربون والتي سنعود لها لاحقا؟ استياء داخل الهيئة لمسنا استياء داخل النادي مساء الأحد إثر تصريح للمدرب تحدث فيه عن الجو العام الذي كان وراء عدم انتصار الفريق ولم يفهم أعضاء النادي ماذا يقصد المدرب بالجو العام وماذا يطلب أكثر من توفير جميع ما طلبه من تربص وظروف مادية وقد علمنا أن رئيس النادي سيتحدث مع المدرب حول هذه النقطة بالذات لاستفساره عما يقصده وإن كان البعض متأكدا أن المدرب كان يعني الجو العام النفساني وليس الإداري من جهة أخرى أكد رئيس النادي أن لا أحد فوق المحاسبة والمساءلة. قراءة واقعية المؤكد أن النادي البنزرتي في فترة نقاهة خلال هذا الموسم بالتالي فإنه لا يمكن أن يطلب ممّن كان بالأمس القريب مريضا ويلعب من أجل تفادي النزول أن ينافس بين ليلة وضحاها على المراتب الأولى بلا تراجع مع أن الفريق توفرت له ظروف وأسباب ربما لن تتكرر بنفس السيناريو في المواسم القادمة إلا أن ما رصدناه من مطالب عند أحباء الفريق وحتى أعضاء من الهيئة هو رغبتهم في رؤية مدرب فريقهم يوسع من هامش اختياراته ويمنح الفرصة لعناصر جديدة في ظروف ملائمة وأن ينوّع من خياراته التكتيكية ويبحث عن حلول لما اعتبرها هو سيناريوهات غير متوقعة خلال المقابلات فأحباء الفريق يخشون أن تتكرر المفاجآت وتتكرر معها الحلول السلبية أو العجز التكتيكي إن صحّ التعبير. ثلاثي مع المنتخب الأولمبي وإصابة خفيفة للمباركي وجّه مدرب منتخب دون 21 سنة الدعوة لثلاثة عناصر من الفريق وهي هتّان البراطلي ووجدي الجباري والمباركي وقد التحق هذا الثالوث بمقر التربص منذ مساء الأحد مع الإشارة إلى أن إيهاب المباركي الذي كان تعرض إلى إصابة في لقاء القوافل قد أجرى فحوصات صباح الاثنين وتأكد أن إصابته لا تشكل أي خطورة وهي عبارة عن شد عضلي استوجب راحة بيومين على أن يستأنف اليوم تدريباته بشكل طبيعي.