تونس - الصباح افتتح مساء أمس معرض ''مائوية المسرح التونسي'' الذي ينتظم بقصر خير الدين بالعاصمة ويتواصل إلى السادس والعشرين من نوفمبر الجاري . وإذ يتزامن افتتاح المعرض مع بداية الدورة الجديدة لأيام قرطاج المسرحية (انطلقت الدورة 14 للمهرجان منذ الحادي عشر من الشهر الجاري) فإنه يمثل إحدى المحطات الإحتفالية بمائوية المسرح التونسي التي تصادف هذا العام.. جولة حول المعرض... يشتمل هذا المعرض على مجموعة كبيرة من الصور والوثائق المكتوبة والمسموعة والمرئية التي يعود تاريخها إلى الفترة المتراوحة بين سنتي 1909 و2009 أي أنها تمسح قرنا كاملا من الزمن مما يوفر مادة ثرية من المعلومات حول تاريخ المسرح التونسي. معلومات لها علاقة بالرواد أو الأوائل خاصة من المؤلفين والممثلين والمخرجين وغيرهم والأسماء التي تنتمي للتيار الذي يصطلح عليه بجيل المجددين. ويجمع المهتمون بتاريخ المسرح في تونس على أن التأريخ لبداية التجديد للمسرح التونسي تتزامن مع دخول الفنان الكبير الراحل علي بن عيّاد إلى ساحة الفن الرابع. استغرق الإعداد لهذه التظاهرة حوالي ثلاثة أشهر وقد تم الاعتماد على مصادر مختلفة لجمع المعلومات والوثائق من المؤسسات كما من الخواص... وأكّدت هيئة الإشراف على هذا المعرض أنه تمت الإستفادة من كل المراجع الممكنة من بينها أرشيف الوزارة وخزينتها من الصور والوثائق التي تحتفظ بها المكتبة الوطنية. تم كذلك الإعتماد على الوثائق الخاصة بمؤسستي الإذاعة والتلفزة التونسيتين. وتعتبر الصحف والمجلات من المصادر الهامة المستخدمة في هذا المعرض إضافة إلى ما كتبه المهتمون بتطور حركة المسرح التونسي من بينهم بالخصوص المنصف شرف الدين ومحمد مسعود إدريس ومحمود الماجري وحمادي بن حليمة والمنصف بن مراد وغيرهم. ويمكن لزائر المعرض أن يستفيد من مختلف الوثائق حول الفرق الجهوية لاسيما فرقتي الكاف وقفصة السباقتين من حيث تاريخ التأسيس ويفرد المعرض مكانة هامة للمسرح الوطني وأهم رموزه ويقدم فكرة عن المسرح الخاص بداية من ''المسرح الجديد'' مرورا بمختلف التجارب عبر العقود وصولا إلى اليوم. مفاجأة المعرض لرواده ولئن كان الجانب التاريخي والعودة بالذاكرة إلى أبرز المحطات التي عرفها المسرح التونسي على امتداد مسيرته يعتبر من بين الأهداف الأساسية للمعرض فإن الغرض من إقامة هذه التظاهرة لا يقتصر على ذلك وفق مصادر من هيئة التنظيم، وإنما سعت الهيئة المنظمة إلى التأكيد على أن المسرح التونسي كان على امتداد تاريخه يسعى إلى التجديد وبالتالي فإن النفس التجديدي الواضح الذي جعل المسرح التونسي اليوم في طليعة المسارح العربية المجددة والمنفتحة على التجارب العالمية الحديثة يأتي نتيجة لتلك التراكمات من محاولات الإضافة في كل فترة من الفترات التي عرفها المسرح التونسي وذلك بداية من أحداث مسرح النخبة ببلادنا وكتابة أول نص تونسي بتاريخ 1909 مرورا بمختلف المراحل التي من بينها ''الحملات'' من أجل بعث مسرح تونسي وصولا إلى اليوم حيث صار عدد الفرق الخاصة ببلادنا يعد بالعشرات. وكما سبق وذكرنا فإن المعرض يضم بالإضافة إلى الصور والوثائق المكتوبة وثائق إذاعية وتلفزية. وقد وضعت شاشة ضخمة بالطابق العلوي لقصر خير الدين لبث أعمال تعتبر من كلاسيكيات المسرح التونسي. ويخبئ المعرض لرواده مفاجأة نراهن على أنها ستلاقي حسن القبول من جمهور الفن الرابع وتتمثل في حوار بالصوت والصورة يجمع بين اثنين من عمالقة الإبداع في بلادنا، بين علي بن عياد والصحفي الكبير الهادي العبيدي... حيث يتحدث الراحل علي بن عيّاد عن التجديد بالمسرح التونسي. مفاجأة في حجم قيمة هذه الوثيقة الثمينة في أبعادها المختلفة التاريخية والتثقيفية وغيرها تقام من أجلها مثل هذه المعارض التي ترسي العلاقة بين الشباب الباحث عن جذوره المسرحية وبين تاريخ تراكمي أغلبية طبقاته لم تكشف بعد بما فيه الكفاية... ومعرض خير الدين قد يكون البذرة الأولى نحو متحف للفن الرابع ببلادنا...