كشفت مصادر اعلامية عبرية أن المؤسسة الاسرائيلية تعمل في هذه المرحلة على جبهتين موازيتين هما «الخطة الكبرى» و«الخطة الصغرى» تحت غطاء البحث عن مبادرة لتسوية الصراع الفلسطيني الاسرائيلي لكن هذه «المبادرة» الاسرائيلية «الملغومة» تتجاهل الاستيطان في القدسالشرقية تماما وتقضي فقط بقيام «نصف دويلة» فلسطينية على الضفة. فقد كشف الوزير الاسرائيلي السابق يوسي بيلين خلال حفل بمنزل السفير الفرنسي في تل أبيب عن الخطة الصغرى وهي أن نتنياهو سوف يعلن في الأيام القريبة القادمة عن تجميد أعمال البناء في المستوطنات بالضفة الغربية وليس في القدسالشرقية لمدة 10 أشهر. الاستيطان في القدس... مشروع؟ ونقلت صحيفة «معاريف» عن بيلين ان الامريكيين سيرحبون بالتجميد ويؤكدون أنهم لا يوافقون على البناء في المستوطنات بالقدس لكنهم رغم ذلك سيدعون الى استئنافت المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين.. وفي تقدير الوزير الاسرائيلي السابق فإن السلطة الفلسطينية لن تتمكن من الموافقة على هذه الخطوة التي تعني موافقة دولية على استمرارية البناء في القدس وسوف تنهار السلطة على اثر ذلك. أما الخطة الكبرى التي كشفت عنها «معاريف» أمس فتقضي بقيام دولة فلسطينية مستقلة بحدود مؤقتة في نصف مساحة الضفة الغربية وأكثر بقليل من المساحة التي تخضع للسلطة الفلسطينية اليوم. وفي موازاة ذلك سيحصل الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي على رسالتين من الادارة الامريكية تتضمن ضمانات وسيحصل الفلسطينيون بموجبها على ضمانات بانهاء المفاوضات خلال فترة زمنية محددة تتراوح بين عام ونصف العام وعامين وأن تقام الدولة الفلسطينية في نهاية المطاف على مساحة تساوي المساحة التي كانت بحوزتهم قبل حرب عام 1967 في اشارة الى امكانية تبادل أراضي... وستحصل اسرائيل على ضمانات تتعلّق بالاعتراف بطابعها لايهودي وبذلك يتم رفض حق العودة للاجئين الفلسطينيين وبترتيبات أمنية بينها جعل منطقة الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح. وأشارت «معاريف» الى أن المشاكل في هذه الخطّة كثيرة خاصة أن الفلسطينيين لا يوافقون عليها والأمريكيين لم يقتنعوا بها. ... دولة... مرحلية وفي هذا السياق طرح الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز ووزير الدفاع إيهود باراك رؤيتهما لاستئناف المفاوضات السلمية مع الجانب الفلسطيني والتي تتضمن اقامة دولة فلسطينية بصفة مرحلية على حدود مؤقتة لكنها لا تتطرّق الى القدسالشرقية في اطار تسوية اقليمية باستثناء استمرار البناء في المستوطنات. وعقّب مكتب نتنياهو على تقرير «معاريف» بالقول «إنه يتم طرح أفكار سياسية مختلفة لكن لم يتم اتخاذ قرارات بشأنها». وذكرت الصحيفة الاسرائيلية ذاتها ان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الذي يزور تل أبيب حاليا اقترح مسارا يقضي بتجميد البناء في المستوطنات ومن ضمنها في القدسالشرقية بشكل مطلق ولمدّة ثلاثة شهور على أن يتم بعدها اتخاذ قرارات بشأنها.