لم تكن صدفة... لأن السماء أرادتها أن تكون... ذلك أني كنت ولأول مرة في حياتي أبحث عن شريط سينمائي مصري أستجلب به النوم الى أحداقي... وبعد بحث طويل عثرت على شريط في احدى القنوات يحمل اسم «طبّاخ الرئيس» يحمل في طياته فلسفة اخترعها العرب دون سواهم وهي «كل شيء جميل... وكل شيء على أحسن ما يرام» وفي رواية أخرى «كل شيء لا باس» رغم مآسي الناس من المحيط الى الخليج. ولم أكن أعلم بما حدث للسيد رضا فرح الذي حملته غيرته على هذا الوطن ودينه السمح على إدخال البهجة الى قلب شاب رياضي أصيب عندنا منذ عامين ولم نقدم له غير الكلام والمواساة... لكن «الفيلم» انتصب أمام عيني بالصور البطيئة وأنا أكتشف ما تعرض له هذا المواطن التونسي الاصيل وعوض أن يرمي المنديل ويلقي بالكرسي المتحرك ليتكسّر على جدار الحقيقة التي نخفيها دائما وأبدا... «جاهد» وأصرّ على إبلاغ الرسالة وصمد في وجه كل العراقيل التونسية بداية ممن بعثناهم الى ألمانيا ليسهّلوا طرق أبنائنا ويزيدون في متانة الحبل الذي يربطنا بهم ويربطهم بنا... وصولا الى من يتغافلون عن دخول المعسّل وكل أنواع السجائر وكل أنواع المشروبات الكحولية ويوقفون «كرسيّا» في طريقه الى شاب عاجز... فأين الشعارات الرنانة وآخرها «التونسي للتونسي رحمة» وأين ما ينادي به أعلى هرم في السلطة من روح المؤازرة والتضامن والتآخي في زمن يجرّنا فيه البعض غصبا الى الوراء ويريد إقناعنا بتطبيق القانون في زمن نعرف فيه حدود القانون وتمطط القانون... وإمكانية العفس على جمر القانون إذا كان الأمر يتعلق بإنسانية الانسان... على جناح الأمل الكرسي وصل والحمد لله... والفرحة وصلت الى قلب إلياس برينيس والحمد لله... لكن ما لم يصل الى رؤوس البعض هو ضرورة إعادة قراءة القانون... وضرورة إعادة قراءة بيان السابع من نوفمبر فلعلهم يهتدون...