هدّد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس الكيان الصهيوني ب«ردّ مزلزل» في حال أقدم على اختراق الأجواء السيادية التركية مؤكدا أن أنقرة رفضت خلال العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة استخدام تل أبيب لعلاقاتها الديبلوماسية معها كورقة في حربها ضدّ طرف ثالث. ونفى أردوغان في حديث لصحيفة «السفير» اللبنانية صحة الأنباء التي أشارت إلى اختراق الطيران الصهيوني للأجواء التركية قصد القيام بعملية تجسّس ضدّ إيران. وقال رئيس الحكومة التركية إن المعلومات المتداولة غير صحيحة مشدّدا على أنه في حال أقدمت إسرائيل على هذه الخطوة فإنها ستتلقى منّا ردّا مزلزلا. لسنا ورقة ضغط ! وفي تطرقه إلى العدوان الصهيوني على القطاع والموقف التركي المندّد به، أبرز أردوغان أن أنقرة أرادت أن تبلغ الاسرائيليين بأنهم لا يستطيعون تحت أي ظرف أن يستخدموا علاقاتنا بهم كورقة في عدوانهم على أي طرف ثالث، ذلك أننا في هذه الحالة لن نقف مكتوفي الأيدي أو محايدين. ووصف العدوان على غزّة ب«الجريمة الإنسانية» بكلّ المقاييس، حيث استخدمت خلاله إسرائيل الفوسفور الأبيض ضدّ المدنيين العزّل، مضيفا أنه لم يكن معقولا أن تجتاح إسرائيل قطاع غزّة وتفتك بالشعب الفلسطيني ثم توجّه أنقرة لجيشها دعوة إلى التدرب العسكري المشترك. وعزا الموقف التركي إلى منطلقات الحكومة المنتخبة ديمقراطيا وإلى التماهي الحاصل بين السلطة والشعب في الآراء حول الحرب والسلام. وعبّر المسؤول التركي عن قلق بلاده من الوضع القائم في غزّة الذي تحوّل إلى سجن كبير مفتوح، يقف الجميع متفرجين عليه وغير مكترثين به، الأمر الذي لا ينبغي السكوت عليه ليس فقط من جانب دول المنطقة، بل أيضا من جانب العالم المتحضّر الذي يحترم حقوق الإنسان. وشجب رئيس حزب «العدالة والتنمية» الحاكم امتناع الدول الحاضرة في اجتماع «شرم الشيخ» لإعادة إعمار قطاع غزّة عن الايفاء بتعهداتها المالية مما جعل الوضع المزري يستمر إلى حدّ اللحظة والأدهى من ذلك ان الحصار تواصل بحيث تمّ قطع الحاجات الأساسية عن غزّة. ونعت أردوغان الواقع في القطاع ب«البائس» و«غير الإنساني» الذي يتطلب بذل جهد خاصّ لعلاجه لذلك كان من الطبيعي أن يدرج على قائمة جدول أعمال زيارته إلى واشنطن. استنجاد بتركيا وفي سياق متّصل اعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما الليلة قبل الماضية أن تركيا تعدّ شريكا مهمّا لحلّ الأزمة الناشئة عن طموحات إيران النووية. وشدّد أوباما خلال لقائه بأردوغان على أن المهم بالنسبة للمجتمع الدولي هو رؤية طهران تتعاون وأن بإمكان أنقرة المجاورة لايران والعضو في الحلف الأطلسي «ان تسهم بشكل مفيد في هذه العملية». من جانبه، أبدى رئيس الوزراء التركي استعداد بلاده للقيام بكل ما في وسعها للتوصل إلى حلّ سياسي للمسألة النووية في منطقة الشرق الأوسط. كما استنكر إدانة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لطهران على خلفية برنامجها النووي، واصفا إياه بالقرار المتسرّع. وقال أردوغان في مؤتمر صحفي بواشنطن قرار الوكالة متسرع جدا.. وأرى أنه لا بدّ من اعتماد وسائل ديبلوماسية لمعالجة الملف النووي الإيراني.