أحالت النيابة العمومية على أنظار مكتب التحقيق الثاني بالمحكمة الابتدائية بتونس عددا جديدا من المشتبه بتورّطهم في أخطر شبكة دولية لتهريب الآثار التونسية، وقد كشف بعضهم عن تفاصيل جديدة قد تحدث منعرجا في القضية عموما. وحسب المعطيات المتوفرة التي أفادت بها بعض المصادر المطّلعة، فإن الابحاث الاولية توصلت الى تورّط عدد جديد من المتهمين من مختلف جهات البلاد.وذلك اثناء التعمق في الابحاث وتسلسل الوقائع التي أدت الى الكشف عن هويات لعدد من المشتبه بهم سواء ممن اشترى او باع أو توسط في عمليات متعلقة بالاتجار بقطع أثرية نادرة تعود الى أحقاب مختلفة سواء رومانية أو بيزنطية أو المسيحية الأولى أو الحقبة الاسلامية الى حدود الدولة الحسينية فضلا عن مخطوطات وكتب نادرة وفريدة. وحسب مصادرنا فلقد كشف بعض المتهمين أثناء التحرير عليهم بمآل بعض القطع الاثرية النادرة، وقالوا ان المتهم الرئيسي وهو انقليزي وله دور عرض عالمية استطاع أن يهرّبها عن طريق وساطات تونسية وعربية سواء عبر مطار تونسقرطاج الدولي او عبر ميناء حلق الوادي. وقال مصدرنا ان بعض المسروقات الاثرية وقع الاستيلاء عليها من بعض المتاحف مثل متحف رقادة او متحف سبيطلة، أو من بعض المناطق الاثرية المحمية خاصة في سبيطلة وبعض المناطق الاخرى من ولاية القصرين وولاية زغوان وسليانة. وتعتبر القطع الاثرية المستولى عليها من القطع النادرة، وترى بعض المصادر بأنها موجودة إما في لندن أو في ميونيخ الالمانية حيث يملك المتهم الأول الانقليزي دارا للعرض متخصّصة في آثار الدول ومتاحفها وصناعاتها التقليدية. كما لا تستبعد مصادرنا بأن تكون العديد من القطع الاثرية موجودة في دول أوروبية أخرى او في الولاياتالمتحدةالامريكية او عند بعض الأثرياء العرب. وحسب ملفات البحث فلقد تم التنسيق بين الجهات القضائية المختصة والبوليس الدولي (الانتربول) وتم الكشف عن متهمين ايطاليين وعن اجزاء من ملابسات وتفاصيل القضية. وقالت مصادر مطّلعة بأن السلطات القضائية التونسية تمكنت من حجز كميات هامة من القطع الاثرية المسروقة وحمايتها من التهريب وستتكفل الجهات المختصّة باسترجاع جزء هام من بعض القطع النادرة التي تمكنت عناصر الشبكة من تهريبها وذلك بالتنسيق مع الانتربول او بعض الجهات المعنية بحماية الاثار، اضافة الى جلب المتهم الرئيسي يذكر أن قاضي التحقيق بالمكتب الثاني أذن لاحدى الفرق التابعة للحرس الوطني بالعوينة بالبحث في قضية سرقة وتهريب قطع أثرية، من قبل أخطر شبكة في هذا الميدان. وتمكن المحققون من ايقاف عدد من المتورّطين والمشتبه بتورّطهم الذين قارب عددهم الثلاثين، ومازالت الابحاث والتحريات والتحقيقات متواصلة للكشف عن المزيد من التفاصيل التي ظلت غامضة في انتظار امكانية جلب المتهم الرئيسي الانقليزي.