اختتمت ليلة أوّل أمس فعاليات الدورة الخامسة لتظاهرة «أيام الشريط القصير» والتي جاءت تحت عنوان «Tunis Tout Courts» وقسّمت العروض السينمائية على يومين، اليوم الأول الموافق ليوم الخميس 24 ديسمبر كان بقاعة «سينما أفريكات» بالعاصمة، في حين كانت عروض اليوم الموالي بقاعة المونديال. وتجدر الإشارة إلى أن هذه التظاهرة تلتئم سنويا تحت إشراف الجمعية التونسية للنهوض بالنقد السينمائي بالتعاون مع قاعتي «المونديال» و«سينما أفريكارت». إقبال جماهيري كبير هذه الدورة عرفت إقبالا جماهيريا كبيرا تجلى خاصة في العروض الأولى للأفلام القصيرة بقاعة «سينما أفريكارت» حيث اضطرّ عدد كبير من الحاضرين إلى متابعة الأفلام وقوفا، أو جلوسا على القاعة فالكراسي ملأى ومن وصل بعد الساعة الثامنة لم يجد مكانا للجلوس، لكن بحكم اتساعها وعدد بقاعها لم تعرف قاعة المونديال نفس الشيء في عروض ليلة أول أمس. نجاح الإقبال الجماهيري الكبير، ساهم من جهته في إنجاح هذه الدورة، لكن هذا لا ينفي نجاحها تنظيميا ومن ناحية الأفلام المعروضة خاصة. فمن خلال متابعة عروض هذه التظاهرة أجمع عدد كبير من الجماهير على نجاح التظاهرة عموما، وعلى القيمة الفنية للأفلام المعروضة خاصة. وقال مجموعة من الإعلاميين والسينمائيين، الحاضرين بتظاهرة «Tunis tout courts» إن هذه التظاهرة تبدو للوهلة الأولى بسيطة وصغيرة إلا أنها قدّمت أفلاما ذات قيمة فنية، فكانت أنجح من تظاهرات سينمائية كبرى، وبالتالي أصبح الحديث عن تظاهرة ثقافية كبرى وأخرى صغرى لا معنى له. كما أن هذه التظاهرة ساهمت في التعريف ببعض السينمائيين، الذين أثبتوا من خلال أفلامهم المعروضة، أنهم بصدد الإعداد لمستقبل واعد للسينما التونسية وإن كانت حاليا في تراجع باهت وغريب أحيانا. مسرح الظل في السينما خلال يومين عرض عدد هام من الأفلام القصيرة، مختلفة ومتنوعة من حيث المضامين وأول الأفلام المعروضة للمثل «محمد حسين قريع» وعنوانه «الطفل الملك» وهو فيلم من نوع سينما التحريك ويدمج فيه صاحبه بين عدة تقنيات أبرزها الفنون المستخدمة عادة في مسرح الطفل مثل تحريك الدمى، ومسرح الظل. وبقية الأفلام القصيرة المعروضة في اليوم الأول هي على التوالي: فيلم «سيني سيتا» لعلياء النخلي وفيلم «بابور» لرضا التليلي و«رقصة القبور» للمنصف بن مراد، و«هيلمان» لوليد الطايع و«سويعة آذان» لممدوح عبد الغفار. أفلام وثائقية الأفلام القصيرة المعروضة في اليوم الأول تختلف عن نظيرتها المعروضة في اليوم الثاني، لأن الثانية كانت ذات صبغة وثائقية روائية، وهذه نقطة إيجابية تحسب للساهرين على تنظيم التظاهرة وأوّل هذه الأفلام كان «هي في عينيا حوّاء» لأنور الحوار الذي عرض قصّة «أم فاقدة لحاسة البصر» وكيفية رعايتها لابنتها الوحيدة بعد طلاقها فضلا عن عملها بأحد مصانع النسيج بمنطقة الساحل التونسي (الشابة). بقية الأفلام وكلها تستحق المشاهدة العينية والتنويه هي على التوالي «فا مال» لسوسن صايا، و«قفزة الملائكة» لطارق الخلايدي، و«لقد اختاروا الإسلام» لسفيان بن مراد، و«عصافير المدينة» لمحمد إقبال شقشم» و«مكي راما» لحبيب المستيري وهذا الفيلم عبارة عن وثائقي حول شخصية الرسام التونسي الكبيرة حاتم المكي.