تونس تشارك في المنتدى السنوي "التحالف العالمي للعدالة الاجتماعية" بجنيف    تونس تحتضن المؤتمر الأول للصحة الواحدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمشاركة 17 دولة و40 مسؤولا رفيع المستوى    قافلة الصمود لكسر الحصار عن غزة تصل إلى مصراتة وتنتظر رد القاهرة    كاس العالم للأندية 2025 : الفرق المشاركة تبرم 58 صفقة في فترة الانتقالات الاستثنائية (الفيفا)    بوعرقوب: وفاة شخص في اصطدام بين سيارتين خفيفتين    عاجل - المرسى : العثور على غسّان التونسي بعد اختفائه المفاجئ    أطفال موهوبون يشاركون في معرض فني يوم السبت 14 جوان بالمرسى لدعم جمعية مرضى داء الأبطن    سمارا أمام القضاء : قضية الحفل الوهمي في إيطاليا    طرق فعّالة لإزالة بقع الحبر من الملابس البيضاء باستخدام مكونات منزلية    تونسي تعيش في الخارج تحب تشري دار بالحاضر...تعرف على الخطوات    ''الميكرووند'': شنيا يسخن فيه وشنيا خطير؟ دليلك الكامل للاستعمال الآمن    إستعدادا لمونديال كرة اليد: المنتخب الوطني للأواسط ينهزم وديا أمام منتخب الأكابر    يهم الترجي الرياضي: غيابات بالجملة في قائمة تشيلسي الإنقليزي المونديالية    عاجل/ رصد متحوّر كورونا الجديد في هذه الدولة..    كيف نجحت وزارة الصحة في الحد من أخطر موجات التسمم سنة 2024؟    عاجل/ مسيرة نصرة غزة: مصر توقف 200 ناشط من أميركا وأستراليا وأوروبا والمغرب والجزائر..    الجيش الإيراني يبدأ سلسلة مناورات عسكرية مفاجئة    دار الثقافة السليمانية تنظم الدورة الثانية من مهرجان "في بلاد الأطفال" من 24 إلى 26 جوان 2025    الدورة الخامسة لمهردجان 'نظرات على الوثائقي' من 19 الى 21 جوان الجاري بمدينة الثقافة    وزير التشغيل الأسبق: قانون منع المناولة في تونس هو موجة ارتباك وعمليات للطرد    الجزائر حاضرة بقوة في معرض صفاقس الدولي    جندوبة: وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية ياذن بفتح بحث تحقيقي اثر العثور على جثّة طفل باحدى البحيرات الجبلية    البكالوريا 2025: محطة فخر واعتزاز في مسيرة 13 عامًا من الجهد    عاجل/ انزلاق حافلة سياحية في قرمبالية..وهذه التفاصيل..    طفلة تفر من منزل والديها فحول وجهتها طفل واغتصبها !    نابل: مؤشرات سياحية واعدة وعودة الأسواق التقليدية    نفاد تذاكر مباريات ريال مدريد فى كأس العالم للأندية    عاجل : تعرف على مواعيد مباريات العرب فى كأس العالم للأندية 2025    عاجل - كارثة جوية في الهند: تحطم طائرة تقل 242 راكباً أثناء إقلاعها نحو لندن!    ليبيا.. أهالي مصراتة يتوافدون لاستقبال قافلة "كسر الحصار على غزة"    الحماية المدنية : 584 تدخلا منها 139 لإطفاء حرائق خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية    تأجيل إضراب معهد صالح عزيز إلى يوم 18 سبتمبر 2025    الكاف: اليوم انطلاق موسم حصاد القمح الصلب والقمح اللين    المنستير: عروض متنوعة في الدورة 13 لمهرجان محمد الحبيب ابراهيم للمسرح ببنبلة من 12 إلى 15 جوان    كأس العالم للأندية: "كاميرا الحكم" لن تعرض الأحداث المثيرة للجدل    تونس دون قطارات ليومين..    تنبيه/ اضطراب وانقطاع في توزيع الماء بهذه الجهة..#خبر_عاجل    الوكالة الدولية للطاقة الذرية تصدر قرارا ضد إيران    5 فواكه تُعزز عملية إزالة السموم من الكبد..تعرف عليها..    ابن تامر حسني بالعناية المشددة ثانية    المنستير: وصول أول رحلة إياب للحجيج الميامين بمطار المنستير الحبيب بورقيبة الدولي    نبيل معلول يعود للتدريب في الكويت من جديد    كأس العالم للأندية : الإنقليزي غريليش خارج قائمة مانشستر سيتي    بالأرقام: هجرة 40 ألف مهندس من تونس...مالذي يحصل؟    عدد القوات الأمريكية المنتشرة في لوس أنجلوس تجاوز عددها في العراق وسوريا    وزارة المالية: قائم الدين العمومي يتجاوز 135 مليار دينار نهاية مارس    اليوم: طقس صاف والحرارة تصل إلى 41 درجة مع ظهور الشهيلي    قافلة "الصمود" تواصل طريقها نحو معبر رفح وتفاؤل بإمكانية العبور إلى الأراضي المصرية    غفت أمّة يعرب وطالت هجعتها    اُلْمُغَامِرُ اُلصَّغِيرُ وَاُلْأَسَد اُلْأبْيَض    محمد بوحوش يكتب: في ثقافة المقاومة    وزارة المالية.. قائم الدين العمومي يتجاوز 135 مليار دينار نهاية مارس 2025    عاجل/ رئيس لجنة الفلاحة بالبرلمان: "حرائق الحبوب في تيبار غير بريئة"    موعدنا هذا الأربعاء 11 جوان مع "قمر الفراولة"…    المخرج علي العبيدي في ذمة الله    المنستير: مواطن يذبح خروفه فوق السور الأثري يوم العيد...    طواف الوداع: وداعٌ مهيب للحجيج في ختام مناسك الحج    أولا وأخيرا: عصفور المرزوقي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كابول بعد هجوم «طالبان» الأخير: استتبّ الأمن وزُلزلت السياسة
نشر في الشروق يوم 19 - 01 - 2010

شنّ مسلحو «طالبان» أمس هجوما جريئا على أهداف استراتيجية في وسط العاصمة الأفغانية كابول، وفجر انتحاريون أنفسهم في عدة مواقع فيما خاض آخرون معركة ضارية بالأسلحة الخفيفة في محاولة للسيطرة على مبان حكومية، وعلى الرغم من فشل عناصر التنظيم في تحقيق ما أعتقد انه هدفهم الرئيسي إلا انهم حققوا أهدافا عديدة.
اختارت القيادة الأمريكية لقوات الحلف الأطلسي العاملة في أفغانستان منذ قدوم الرئيس باراك أوباما الانسحاب من المناطق المفتوحة والتحصّن بالمدن المكتظة بالسكان، في محاولة لتثبيت سيطرتها على مراكز المقاطعات والولايات الأفغانية لكن ذلك مكن حركة «طالبان» من مساحات أكبر بكثير من تلك التي كانت تتحرّك فيها قبل تطبيق القوات الأطلسية لتلك الخطة.
وقد ساهم ذلك في تمكين الحركة من بسط نفوذها على معظم الأراضي الأفغانية كما مكّنها من استعادة نفوذها لدى سكان القرى التي هجرها جنود الاحتلال وأهملها حرس قرضاي، وذكرنا في وقت سابق كيف ان التقارير الغربية الأخيرة تتحدث عن تأسيس الملا عمر زعيم الحركة لحكومة ظل في البلاد وهي تمارس مهام القضاء والجباية وغيرها من المهام التي فرطت فيها السلطات الأفغانية الأمريكية.
ومن جانب آخر نجد ان الحركة أصبحت تتحرّك في كامل الولايات الأفغانية بسلاسة أكبر فيما بقيت العاصمة الملاذ الوحيد للحكومة الأفغانية وقيادات قوات واستخبارات التحالف وهو ما جعل «طالبان» تسعى الى زعزعة صورة الاستقرار المعلقة على شرفات القصر الرئاسي وبقية المباني الحكومية، مع إظهار قدرتها على خوض معارك طويلة بالقرب من غرف نوم كل من الرئيس الأفغاني والقائد الأعلى لقوات الحلف الأطلسي ستانلي ماكريستال.
وكانت هجمات الحركة في ما مضى تقتصر على توجيه بعض الصواريخ من بعيد نحو تلك المباني الحكومية أو استهدافها بسيارات أو أشخاص مفخخين. لكن هذه هي المرة الأولى التي تثبت فيها «طالبان» قدرتها على الصمود ولو ب20 انتحاريا فقط. وهي رسالة واضحة للاحتلال وعملائه وربما تعمدت الحركة إفشال المهمّة لأن ذلك هو المهمّة في حدّ ذاته، حيث يرى المحللون إنها قالت بوضوح: «اليوم أرسلت 20 مقاتلا وصمدوا لأربع ساعات بالأسلحة الخفيفة فما بالك لو أرسلت غدا آلافا منهم».
وقال قرضاي بعد أكثر من أربع ساعات على انطلاق العملية «الوضع الأمني تحت السيطرة».
صدق قرضاي لكن ربما أرادت الحركة أن يستعيد خصمها السياسي السيطرة الأمنية فيما تؤكد هي سيطرتها السياسية وذلك ما تريده من وجهة نظر معظم المتتبعين للشأن الأفغاني.
ومن المؤشرات التي تؤكد هذا الاتجاه في القول نجد أن حركة «طالبان» استولت قبل أيام على عدد من المدرعات وقد استعملت في هجوم الأمس واحدة منها وهو ما يؤكد أن الحركة لم ترم من خلال هذه العملية إلى الاستيلاء على المباني الحكومية أو ماشابه، بل كانت تريد إيصال رسالة واضحة فحواها «انها قادرة على إدخال العاصمة في حالة من الفوضى وإنها أصبحت أكثر قوة وقدرة من ذي قبل».
ولعلّ رسائل «طالبان» لم تقتصر على قوات الاحتلال وأتباعها في العاصمة بل وجهت أيضا إلى المواطنين، وكان في الهجوم استعراض للقوة التي تمتلكها الحركة و«إرهاب» لمن يتعاطف مع حكومة قرضاي.
إذن ومن خلال هذه المعطيات يمكن أن نتوقع إقدام الحركة خلال الأيام القادمة على القيام بهجوم يكون أوسع وبعدد أكبر من المقاتلين إذا لم تقرأ رسائل هجوم الأمس قراءة واضحة وصحيحة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.