بدت أمس محافظة الأنبار العراقية الغربية مقبلة على حريق جديد غداة المعارك الضارية في شوارع الرمادي بين المقاومة وال»مارينز» الذين تكبدوا عديد الاصابات.. وفي محافظات العراق الأخرى بما في ذلك بغداد استمرت أمس التفجيرات والهجمات بمختلف أنواعها على نطاق واسع وهو ما يشير إلى ان هذا الانفجار الأمني سيظل قائما طالما ان الاحتلال الأمريكي مستمر. وكان قد تفجر مساء أول أمس قتال شوارع ضار في مدينة الرمادي التي تعد والفلوجة من أكبر المراكز الحضرية في محافظة الأنبار الممتدة إلى الحدود مع سوريا والأردن. وخاض العشرات من رجال المقاومة معركة كبيرة مع قوات مشاة البحرية الأمريكية المدعومة بالطيران والمدرعات وكبدوها عديد الاصابات. معركة كبيرة وتصعيد أشمل واعترف أمس جيش الاحتلال الأمريكي باصابة 14 من جنوده خلال القتال الذي استمر عدة ساعات وتركز في شوارع رئيسية وفرعية. وزعم الجيش الأمريكي ان قتل 25 مقاوما وأسر 25 آخرين، لكن قوات الاحتلال أصدرت في السابق بيانات مماثلة خلال معارك الفلوجة وغيرها من المدن العراقية وتبين انه لا أساس لها من الصحة. ووفق التقديرات الأمريكية تراوح عدد المقاومين الذين شاركوا في معركة الرمادي بين 75 و100 مقاوم. واندلع القتال عصر أول أمس الاربعاء حين هاجم مقاومون موقعا للقناصة الأمريكيين شرقي المدينة تم انتشر عدد كبير من المقاتلين في الشوارع واشتبكوا مع القوات الأمريكية التي أغلقت منافذ المدينة لكنها عجزت عن التحرك في الشوارع وهو ما حملها على استدعاء الطيران لقصف بعض تحصينات المقاومة التي استخدمت في المعركة القاذفات الصاروخية والأسلحة الرشاشة. ودون اعتبار الأشقاء الثلاثة الذين قضوا في انفجار سيارة مفخخة أول أمس اشارت المصادر الطبية في المدينة إلى سقوط 5 قتلى عراقيين وحوالي 20 جريحا. وكان جيش الاحتلال الأمريكي قد نفى مساء أول أمس ان تكون احدى مروحياته قد أسقطت اثناء المواجهات مع المقاومة في الرمادي خلافا لما نقلته وكالة «رويترز» عن الشرطة العراقية. وقد يمهد قتال الشوارع في الرمادي لتصعيد أوسع نطاقا في محافظة الأنبار التي لم تعد تتحمل وجود قوات الاحتلال في المدن بل حتى في محيطها. وغداة معارك الرمادي طوقت القوات الأمريكية مدينة الفلوجة وضربت عليها حصارا مشددا لمنع المقاومين من الخروج منها أو الدخول إليها. وخارج محافظة الأنبار شنت قوات الاحتلال الأمريكي فجر أمس حملة كبيرة في بغداد مدعومة بوحدات عراقية شبه عسكرية. واستهدفت الحملة الأمنية العسكرية أساسا شارع حيفا الذين شهد مؤخرا مواجهة كبيرة بين المقاومة وقوات الاحتلال. وتحدثت مصادر أمنية عراقية عن اعتقال 20 شخصا معظمهم يحمل الجنسية السورية خلال حملة المداهمة والتفتيش التي تمت تحت مظلة جوية وفرتها المروحيات الهجومية الأمريكية. لاهدوء تحت الاحتلال وتواصلت أمس الهجمات المختلفة بما فيها التفجيرات على نطاق اسع وهو ما يدفع إلى الاعتقاد بأنه لا هدوء في الافق طالما ان الاحتلال الأمريكي متواصل. وانفجرت أمس وسط بغداد عبوة ناسفة في وجه طفل كان يعبث بكومة من القمامة مما ادى إلى مقتله على الفور. وانفجرت عبوة أخرى كانت تستهدف دورية مشتركة عراقية أمريكية على طريق قرب شارع فلسطين مما أدى إلى اصابة حافلة صغيرة كانت تسير على الطريق ذاته. وقتلت طفلتان وجرح 3 أشخاص بينهم امرأة في هذا الانفجار حسب الشرطة العراقية التي قالت ان الضحايا كانوا يستقلون الحافلة. وفي قضاء الصويرة شمالي مدينة الكوت الواقعة بدورها إلى الجنوب الشرقي من بغداد فتح أمس مسلحون النار على نقطة أمنية مما أدى إلى مقتل عنصرين من الشرطة. وفي المنطقة ذاتها عثر أمس على جثة شرطي مقتولا بالرصاص. كما قتل أمس شرطي عراقي في كركوك في هجوم بالأسلحة النارية بينما نجا الليلة قبل الماضية مسؤول تركماني من هجوم مماثل. وفي الناصرية جنوبي بغداد قتل مسلحون تاجري خمور وجرحوا ثلاثة آخرين.