«منذ يوم 23 جانفي من سنة 2007 على الساعة الواحدة والنصف لم أره الى حد الآن.. منذ 3 سنوات وشهر لم استمع الى صوته وهو يناديني «أمّا»... طلب مني يوم اختفائه بأن أشتري له علبة «بسكويت» ثم توجّه الى المعهد.. لكنه لم يعد الى المنزل الى اليوم». هكذا تحدّثت الأم شلبية والدموع تتهاطل من عينيها وقد بدت عليها علامات الحزن والحيرة، بعد ان افتقدت فلذة كبدها الطفل حمزة المقري المولود في شهر جويلية من سنة 1993 بالكاف. كان يزاول تعليمه بالسنة السابعة أساسي في معهد ابن خلدون بالكاف قبل ان تنقطع أخباره يوم الاثنين 23 جانفي من سنة 2007 تاركا وراءه جملة من الأسئلة. السيدة شلبية السليمي وهي عاملة بدار المسنين بالكاف في العقد السادس من عمرها، أصيبت بمرض السكري بعد ان افتقدت ابنها حمزة أفادت بأن حمزة طلب منها يوم الواقعة ان تشتري له علبة «بسكويت» فاشترتها له ثم توجه في الساعة الواحدة والنصف الى المعهد غير بعيد عن مسقط رأس العائلة الكائن بحي أحمد الشريشي بالكاف وتابعت الوالدة بأن ابنها لم يعد يوم الواقعة الى المنزل مما دفع بها الى الخروج من منزلها في الساعة السابعة مساء بحثا عنه فاتصلت بأقرب مركز أمني وفي اليوم الموالي اتصلت بالمعهد فاكتشفت بأنه تغيّب عن الدراسة مساء الواقعة (اليوم السابق) انطلاقا من الساعة الثانية زوالا الى غاية الساعة السادسة مساء كما أعلمتها إدارة المعهد بأن ابنها حضر صباح الواقعة وتابع بصفة عادية دروسه الصباحية. في ضوضاء المشاعر الحزينة والأحاسيس الممزقة بين ظهور حمزة من جديد او اختفائه الى الأبد تقول السيدة شلبية «لقد بحثت عنه في كامل تراب الجمهورية لكنني لم أعثر عن خيط أمل يقودني إليه... لقد قمت ببعض الاعلانات في الصحف والمجلات... لكن دون جدوى، وحتى المرأة التي طلبتني عبر الهاتف وأكدت لي بأن ابني حمزة موجود في مدينة حفوز، كانت مخطئة فقد تحوّلت الى حفوز واكتشفت بأن الطفل الذي اشارت اليه المرأة ليس إبني». «قلبي دليلي» بمرارة شديدة ونظرات دامعة واصلت الأم شلبية حديثها ل «الشروق» فقالت: «قلبي يقول لي بأن ابني حمزة لا يزال حيّا يرزق وأنه سيعود ذات يوم الى حضني فهو أصغر أبنائي وفراقه دمّر عائلة تتكوّن من أم وأب و6 أبناء». وفي نهاية حديثها، أكدت السيدة شلبية بأن ظروفها المادية جدّ قاسية حتى أنها أصبحت عاجزة عن توفير معلوم التنقل للبحث عن ابنها المفقود منذ 3 سنوات سيما وأن والده يعمل في تونس العاصمة (في الحضائر) كما تمنت السيدة شلبية أن تعرف هل أن ابنها مازال فعلا حيا أم هو ميّت، حتى يهدأ خاطرها، ويرتاح بالها».