عن الشركة التونسية للنشر وتنمية فنون الرسم أصدر الباحث وأستاذ التاريخ الاقتصادي والاجتماعي بالجامعة التونسية المفكّر الحبيب الجنحاني كتابا جديدا بعنوان »القيروان: التأسيس والازدهار«. المنجز الجديد للدكتور الحبيب الجنحاني هو بحث تاريخي عن مدينة القيروان في عصور ازدهارها (القرن الأول / القرن الخامس للهجرة) كان قد أنجزه في شهر جانفي سنة 1968 لمّا كان أستاذا آنذاك بمعهد شمال افريقيا بالمدينة الجامعية »قيزة« بألمانيا الاتحادية، وقد قام باعادة نشره هذه السنة لمّا أعلنت القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية وبدعم من الشاعرة الكويتية والمثقفة العربية الدكتورة سعاد الصباح. وما يميّز كتاب الدكتور الحبيب الجنحاني عن غيره من الكتب التي تدور في مدار التاريخ القيرواني، أنّه يستند إلى مصادر نادرة باللغات الأجنبية وخاصّة الألمانية منها التي طبع جلّها في القرن التاسع عشر والتي يصعب العثور عليها في المكتبات التونسية، كما أنّ الدكتور الجنحاني لم يكتف، في كتابه هذا بسرد الروايات التاريخية وخصوصا حول مرحلة التأسيس بل وقف منها موقفا نقديا. كتاب »القيرون: التأسيس والازدهار« تضمّن متنه خمسة فصول اهتمّ أوّلها بالفتح العربي وتأسيس المدينة، وثانيها فصّل فيه الجنحاني النظم السياسية التي حكمت القيروان من عصر الولاّة إلى الامارة الصنهاجية مرورًا بإمارة الأغالبة والخلافة الفاطميّة، أمّا الفصل الثالث فقدم فيه الباحث علاقة القيروان بفضائها الجغرافي والحضاري، في حين اعتنى في الفصل الرابع بطابع الحياة الاقتصادية والاجتماعية وفي الفصل الأخير بالحياة الدينية والفكرية، وأردف الباحث الفصول الخمسة بملحقين الأول بعنوان »القبيلة والدولة والاقتصاد« والثاني قدّم فيه صورة القيروان كما وردت في كتب الجغرافيين العرب. مؤلف الدكتور الحبيب الجنحاني في عمومه يتسّم بالرصانة المعرفية والدقة المنهجيّة التي ألفناها في مصنفاته السابقة، وسيمثّل هذا الكتاب الجديد رافدًا مهما لدارسي تاريخ القيروان.