تلوح اليوم في الافق مباراة قمة إن صح التعبير بين النادي الصفاقسي وضيفه الترجي الرياضي ومن المؤكد أن اللقاء سيحفل بمواجهات ثنائية في صراع بين لاعبي الفريقين لعل أبرزه ذلك الذي سيضع وجها لوجه مهاجم النادي الصفاقسي هيكل قمامدية العائد الى علاقة الود مع الشباك بمدافع الترجي، صيام بن يوسف ذلك الشاب الذي بدأ يتحسس طريق النجاح ونتبيّن أبرز ملامح هذا الحوار في هذه القراءة للمدرب فتحي العبيدي. هيكل ڤمامدية من مواليد 22 ديسمبر 1982 بالمظيلة ومنها انطلق في لعب كرة القدم قبل أن يتحوّل الى النادي الصفاقسي حيث سطع نجمه عندما توّج بلقب الهدافين في موسم 2003 2004 (9 أهداف) وموسم 2004 2005 (12 هدفا) وهو ما فتح له أبواب المنتخب قبل أن يدخل في مغامرة احترافية قادته الى سترازبورغ الفرنسي، ثم أهلي جدة السعودي ثم بياترانيماتش الروماني ثم عاد الى النادي الصفاقسي وتحدث عنه العبيدي قائلا: «هو لاعب بدأ يسترجع كامل مؤهلاته البدنية والفنية، يتمتع بذكاء حاد في التعامل مع الكرات داخل منطقة جزاء المنافس حيث يحسن التمركز في ظهر المدافعين واستغلال الفجوات في محور الدفاع كما يحسن طلب الكرة في الوقت والمكان المناسبين ويستطيع بتلك الطريقة إحداث الفارق وتسجيل الاهداف في بعض الاحيان في غفلة من المدافعين. شخصيا يذكّرني بالمهاجم الايطالي «إنزاغي» فيملك فنيات وتقنيات تمكنه من وضع الكرة في الشباك بطريقة السهل الممتنع وهو نادرا ما يضيع الفرص السهلة أمام المرمى مع امتلاكه الحس التهديفي العالي فهو يحسن التعامل مع مختلف الوضعيات الهجومية ويملك خاصية اللعب من دون كرة فيوفر بذلك حلولا لزملائه القادمين من الخلف مثل كمال زعيم وشادي الهمامي. فطنته مكنته من امتلاك خصال نادرة فهو يعرف كيف يكسر مصيدة التسلل للمنافس حسب وضعية آخر مدافع ليجد نفسه في الكثير من الاحيان في حالة مواجهة فردية مع الحارس والملاحظ أن تجارب الاحتراف زادته بعضا من الخبرة وقد بدأ الآن يجد توازنه ويعود الى تسجيل الاهداف ومن المعروف أن لاعبا بمثل هذه الخاصيات إذا ما عاد الى تسجيل الاهداف فهو سيواصل على نفس هذه الوتيرة في كل مباراة لأنه قناص أهداف. مدافع شاب بخصال الكبار صيام بن يوسف مدافع لفت إليه الانظار بعد المستوى المحترم الذي قدمه منذ بداية الموسم ونجاحه في تثبيت مكانه كأساسي في تشكيلة الترجي وهو من مواليد 31 مارس 1989 متكوّن في باستيا في فرنسا، وكانت أول مشاركة له في أكابر الترجي ضد النادي الصفاقسي في لقاء الذهاب من هذا الموسم ونجح في تسجيل هدف، وتحدث عنه فتحي العبيدي قائلا: «هو مدافع يمتلك المبادئ الاساسية التي يجب أن تتوفر في لاعب في مثل هذا المركز خاصة من ناحية البنية التحتية المورفولوجية (بطول متر و89 سنتيمترا ووزن 82 كلغ) بدأ يتقدم تدريجيا في مستواه وهذا يعود الى التكوين القاعدي الصحيح في احدى المدارس الفرنسية (باستيا) ويمتلك في نفس الوقت الذكاء وحسن التفكير في التعامل مع المنافس والكرات العالية أو الارضية حيث يفكر كثيرا في طريقة تمركزه وسط الدفاع فلا يطنب في الاندفاع البدني المفرط الذي يتحوّل في بعض الاحيان الى نوع من «العنف» كما لا يشتت الكرة للتخلص منها بسهولة بل يحاول استثمارها في عملية البناء الهجومي التي تنطلق من الخلف. طريقة اللعب هذه تجعل منه يعطي ثقة لزملائه فيمتلك بذلك خاصية القائد في وسط الدفاع تدريجيا، حيث يوجّه زملاءه ويقرأ اللعب جيدا من موقعه الذي يخوّل له مراقبة تحركات زملائه ولاعبي الفريق المنافس. على مستوى الحوارات الثنائية المباشرة يملك صيام القدرة على إيجاد الحلول للخروج من بعض الوضعيات حيث يستعين بقوته الدفاعية وفي بعض الاحيان بحسن تحكمه في الكرة لأنه من طينة المدافعين الذين يجيدون لعب الكرة. كل هذا يجعل منه مدافعا أنيقا يتطور تدريجيا ويوظف ما يمتلكه لصالح المجموعة ويجب أن نتحدث هنا عن ذكائه المعروف عندنا في تونس بالخبث الكروي لأنهم يتعلمون في فرنسا الذكاء وليس الخبث». الكفة متوازنة تحدث فتحي العبيدي عما ستفضي اليه المواجهة بين اللاعبين قائلا: «لا يمكن أن نجزم باسم اللاعب الاقدر على حسم المواجهة بل إن الاطار العام للمباراة هو الذي سيرجّح كفة أحد اللاعبين فاذا كان رباعي دفاع الترجي في أحسن حالاته فإن ذلك سيسهّل مهمة صيام في مواجهة هيكل أما إذا تحرك وسط ميدان النادي الصفاقسي الى جانب الظهيرين للقيام بالضغط على دفاع الترجي وتوفير الكرات لهيكل ڤمامدية فإن ذلك سيتيح أمامه فرصا عديدة للتسجيل ويمكّنه من خلق الثغرات وتجاوز صيام بن يوسف.