1 قد يعتقد بعض القراء انه المزاح والهزل ولكنها الحقيقة... جملة نقدية واحدة لإصدار من الاصدارات تقود صاحبها الى العدالة وتدفع صاحب الاصدار الى رفع قضية عدلية.... أين نحن وفي أي عصر؟؟؟ 2 هذه الجملة الخطيرة والمدوية اعتبرها أحدهم شتما وثلبا وأكد أنها سببت له خسائر مادية ومعنوية وعطلت ترويج عمله وطالب بالتعويض وجبر الضرر... هل كان كتابه سيجد نجاحا كبيرا لو لا هذه الجملة؟ وهل مازال كتابنا يستطيعون ترويج كتبهم؟.... لا بد لها اذن أن تدخل التاريخ من باب عريض وأن تسجل في كتاب غينيس للأرقام القياسية لقوتها لأنها انتصرت على مقالات وحصص اذاعية ولقاءات ادبية وأساليب اشهارية عديدة اعتاد عليها صاحب هذا الإصدار لمدح أعماله... والعجيب أن هذه الجملة ليس فيها ذكر للكتاب أو لصاحبه فقد وردت في سياق مقال عن موضوع آخر.... والأغرب أن صاحب الكتاب قد ظل حوالي عام ونصف أو أكثر ثم تذكر أن هذه الجملة استهدفته وسببت له كل هذا فبادر بمكاتبة العدالة..... أليست هذه الجملة رهيبة حقا؟؟ 3 تقول هذه الجملة التي وردت في مقال يتحدث عن تظاهرة للترغيب في المطالعة «وتم خلالها تقديم كتاب قديم ولا قيمة ادبية له». والمقصود أن الكتاب مر أنذاك زمن على صدوره وقدم سابقا وليس له أهمية أدبية باعتباره لا ينتمي الى الاجناس الادبية المعروفة ومواضيعه وأساليبه متواضعة وهذا حكم نقدي وليس شهوة كلام... إنه موقف أدبي لا مجاملة فيه فمتى كان الكتاب يحتجون على المواقف النقدية بالقضايا العدلية؟ هل فعلها كاتب في المشرق والمغرب؟ اذا كان الأمر هكذا فلا غرابة أن يأتي يوم يطالب فيه كتاب بإعدام نقاد تعرضوا لهم بفصول وكتب طويلة بالتصريح الواضح؟ وماذا يحصل لو تناولنا كتابا له تناولا نقديا كاملا وبلا مجاملة؟ هل سنصل الى مجلس الأمن؟ 4 في شهر ماي 2008 صدرت هذه الجملة وفي أواخر سبتمبر 2009 خطر لصاحبنا أن يرفع قضية عدلية يعتبرها شتما ويعلن تضرره منها وفي مارس 2010 يدعى كاتبها للبحث الأولي... أليس هذا بغريب؟؟ وهل تستحق هذه الجملة الغامضة هذا؟ 5 الى هذا الحد مازال البعض يحن ألى محاكمة الفكر وجلد الكتاب؟؟ وهل يعقل أن يفعل كاتب هذا؟ ألم يعلم صاحبنا أننا في بلد لا يقبل أحد فيه محاكمة الفكر والادب؟ ألا يعلم إن زمن رجم الفكر قد ولى؟ وأن كتاب تونس ومثقفيها لا يتعاملون بهذه الأساليب ويفهمون جيدا حرية الرأي وحق الرد؟ لقد مضى القطار منذ أعوام ولفظ النصوص الضعيفة والممارسات الحاقدة ضد الكتاب ولا مستقبل الا للنصوص والكتب الجيدة التي ترفع راية الثقافة الوطنية وتشرف المشهد الثقافي بالبلاد أما النصوص الضعيفة فستذوي سريعا وتذبل ولن ينقذها شيء.... ما أعظم هذه الجملة... لقد استطاعت أن تحيا طويلا على بساطتها وتفعل كل هذا... أنه امر عجيب حقا... ولسنا ندري لماذا يقيم صاحبنا الدنيا ولا يقعدها من أجل كتبه؟ وهل أن كتابه بهذه الحساسية والهشاشة حتى تدمره وتسيء اليه جملة غامضة ويتيمة؟؟؟