قد تذكر المواجهات التي اندلعت في القدسالشرقية بعد تدشين كنيس يهودي مؤخرا بالايام الاولى للانتفاضة التي تلت زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ارييل شارون الى المسجد الاقصى عام 2000، لكن امكانية حصول هبة شعبية جديدة تبدو ضئيلة في وقت يسعى فيه الفلسطينيون الى حشد تأييد دولي لبناء دولتهم. وفي رد غير مباشر على الدعوات المتصاعدة لاطلاق انتفاضة جديدة أكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أمس أن المفاوضات هي الطريق الوحيد للوصول الى حل للقضية الفلسطينية. خيار المقاومة أما حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة فجددت أمس الدعوة الى انتفاضة شعبية في وجه الممارسات الاسرائيلية في القدسالشرقية واستمرار الاستيطان. وأكدت حكومة «حماس» المقالة في بيان على خيار «الانتفاضة في مواجهة المحتل» معتبرة اياها «خيارا أصيلا لوضع حد لحالة الاستخفاف بالشعب الفلسطيني ومقدساته». إلا ان العديد من المسؤولين الفلسطينيين يشددون على صعوبة اندلاع انتفاضة جديدة نظرا للعواقب الوخيمة التي قد تترتب عليها. وقال مسؤول فلسطيني كبير في لقاء مع صحافيين بلهجة لا تخلو من التهكم ان المطالبة باشعال انتفاضة جديدة ليست بسهولة طلب «صحن حمص». وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه «لا تقوم الانتفاضة من دعوات قيادات تبتعد عنا اكثر من ألفي كيلومتر، وكأنهم يعتقدون ان الانتفاضة صحن حمص يطلبونه وقتما يشاؤون مع اضافة بعض البهارات عليه»، حسب تعبيره. أما المتحدث باسم الاجهزة الامنية الفلسطينية في الضفة الغربية اللواء عدنان الضميري فقال لوكالة «فرانس بريس» ان «حماس واسرائيل تيردان إعادة المنطقة الى حالة العنف والفلتان الامني»، حسب قوله. واعترف مسؤول من «حماس» في الضفة الغربية بصعوبة اطلاق الانتفاضة التي تطالب بها قيادة الحركة في الخارج وفي قطاع غزة. وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان «اي انتفاضة بحاجة الى قيادة شعبية، ولا يوجد الآن قيادة موحدة فلسطينية لقيادة اي انتفاضة، حتى في مدينة القدس». اتهامات... وعوائق وتتهم حركة «حماس» السلطة الفلسطينية ب«منع قيام مظاهرات في الأراضي الفلسطينية». الا ان قياديا من خارج حركة «فتح» والسلطة اعتبر انه «لو كان هناك قرار سياسي من حركة «حماس» بانتفاضة ثالثة لقاموا لها دون انتظار ان تسمح لهم السلطة بذلك». وتعمل اجهزة الامن الفلسطينية على «منع اي تظاهرة غير مرخص بها، ومنع عودة حالة الفلتان والفوضى» حسب ما قال الضميري. وعمم اللواء الضميري، بصفته مفوضا للتوجيه السياسي، بيانا سياسيا على الاجهزة الامنية العاملة في الضفة الغربية قال فيه ان «حكومة اليمين الاسرائيلي ومنذ عام 1996 تهدف الى اثارة الفلسطينيين وجرهم الى ساحة العنف، وهو الملعب الذي تفضل اسرائيل اللعب فيه»، حسب تعبيره. من جهتها، قالت خالدة جرار القيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين «ان اي انتفاضة بحاجة الى مقومات وقيادة موحدة، وما يجري الآن هو فعاليات وانشطة لكنها لم ترتق الى مستوى انتفاضة». وقالت جرار «في ظل عدم وجود قيادة موحدة وقرار سياسي فلسطيني متفق عليه فانه من الصعب الحديث عن انتفاضة ثالثة».