أكد رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان أعمال البناء الاستيطاني في القدس ستستمر، متجاهلا الاستياء الذي أبداه الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي استقبله في البيض الأبيض. وزعم نتنياهو أن الاستجابة للمطالب الفلسطينية بوقف الاستيطان تعني تجميد عملية السلام لمدة عام. واستغرق اللقاء بين نتنياهو وأوباما والذي مُنع الصحفيون من تغطيته تسعين دقيقة ودار حول مائدة عشاء، وفق ما أفاد مسؤول في البيت الابيض. تحدّ... ووقاحة ومهّد نتنياهو لأجواء اللقاء بقوله لصحفيين رافقوه في زيارته لواشنطن «اذا أيد الأمريكيون المطالب غير المنطقية التي يطالب بها الفلسطينيون بشأن تجميد البناء في القدس يمكن ان تشهد العملية السياسية جمودا لمدة عام»، حسب زعمه. وقد غادر نتنياهو أمس واشنطن دون اخماد التوتر مع واشنطن حسب مراقبين. وقالت مصادر أمريكية إن أوباما ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لم يقتنعا بالحجج التي دافع بها نتنياهو عن رفض حكومته وقف الاستيطان في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية، مشيرة الى أن الخلاف في هذا الصدد مازال كبيرا بين الجانبين». وأضافت المصادر ان «الجانب الأمريكي أصر على الدخول الفوري في بحث قضايا الوضع النهائي بالتركيز على قضية الحدود وحلّ أزمة الاستيطان بتحديد ما ستحتفظ به اسرائيل وما ستقوم بتبادله مع الجانب الفلسطيني». وأوضحت المصادر أن أوباما وكلينتون أبلغا نتنياهتو بأن سياسة الاستيطان التي تنتهجها حكومته ستقوّض فرص تحقيق السلام في الشرق الاوسط. وقال مسؤولون اعلاميون في الوفد المرافق لنتنياهو إن «هناك خلافا في وجهات النظر بين الإدارة الأمريكية والحكومة الاسرائيلية حيث أوضح نتنياهو لأوباما رغبته في أن تبدأ المفاوضات ببحث قضية الترتيبات الأمنية مع الجانب الفلسطيني في الضفة وضمان أمن اسرائيل». وندد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات امس بتصريحات نتنياهو، معتبرا أنه «يُبدي تحديا للإدارة الأمريكية واللجنة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط، بتصريحاته التي اختار فيها الاستيطان ونبذ السلام». وقال عريقات ان السلطة الفلسطينية تتوقع تسلم إجابات من الجانب الأمريكي اليوم الخميس بشأن مطالبها وقف الاستيطان قبل أن تحدد موقفها من موضوع المفاوضات مع اسرائيل. وأضاف عريقات أنه اذا لم تتلق السلطة إجابات واضحة فإن الأمر سيُرفع الى القمة العربية التي تنعقد في ليبيا موفى هذا الاسبوع. خطط جديدة في الأثناء كشفت وسائل اعلام اسرائيلية أمس عن خطتين جديدتين للبناء الاستيطاني في القدسالمحتلة احداهما تشمل اقامة 20 وحدة سكنية على أنقاض فندق «شبرد» بحي الشيخ جرّاح، والثانية مشروع كبير يضم 200 وحدة استيطانية جديدة في الحي ذاته. وأقرّت بلدية القدس التابعة للاحتلال الاسرائيلي نهائيا الخطة الأولى، ووافقت على جميع الإجراءات لهدم الفندق وإقامة الوحدات السكنية مكانه. وفي السياق ذاته أكد وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك امس انه ليس بوسعه ضمان عدم حدوث خلافات مع الولاياتالمتحدة في المستقبل بشأن الاستيطان. ورفض باراك التعهد بعدم وقوع «أي حادث مؤسف» في إشارة الى امكانية تنفيذ مشاريع استيطانية جديدة. وتابع باراك قوله: «أنا لا أستطيع التأكيد أننا نملك سيطرة كاملة على كل خطوة أو اعلان بشأن الاستيطان خاصة ان هناك عشرات البرامج في طريقها الآن نحو التنفيذ».