تتمنى الإدارة الأمريكية أن تجنح القمة العربية الى السلام وهذا تمنّ فيه مغالطة بلا شك، ولو تمنّته على اسرائيل لكانت جادة ومحقة، فهي الطرف المتعنّت الرافض للسلام والمتأهب للحروب. أما جنوح الطرف العربي فقائم منذ سنوات ومؤكد عليه في المبادرة العربية التي ظلت على الرفوف وبلا تداعيات منذ تبنّيها في بيروت بل كان الرد عليها وقتها محاصرة الراحل ياسر عرفات في المقاطعة ثم القضاء عليه. ونحن نتمنى على الادارة الأمريكية أن تجنح هي أيضا للسلام لا أن تظل في مواقفها تابعة لإسرائيل تبرّر عدوانها وتدعم آلتها العسكرية وتقف معها في المحافل الدولية كلّما تم طرح أعمالها الاجرامية للنقاش، فلا توجّه لها حتى العتاب الشفوي ولا تستنكر مجازرها ولا تندّد بإجرامها المتواصل. وهذه مواقف غريبة لا تدعو الى الحيرة فقط بل وأيضا الى عدم الثقة في الطرف الأمريكي المنحاز كالأعمى للطرف المحتل والمغتصب لحقوق الشعب الفلسطيني والسوري في الجولان. إن هذا التمني الأمريكي ترجمته الحقيقية هي أن يعترف العرب بأن مرتكزات السلام المعروفة لم تعد قائمة وأن اسرائيل دولة يهودية وأن القدس لا حقوق للعرب عليها كمدينة وأن حق العودة يعرقل جهود التسوية. وهذا معناه أن يتخلى العرب عن كل الثوابت وأن يقبلوا بكل ما تطرحه اسرائيل، وأن ينصاعوا لإرادتها. إن الإدارة الأمريكية ادارة منحازة وهي لا يمكن أن تكون وسيط سلام ولا يمكن ان تساهم فيه ما دامت غير عادلة ترجّح كفّة على أخرى ولا ترى حقوق العرب والفلسطينيين ولا تأبه أصلا لكل المآسي المترتبة عن الاحتلال الاسرائيلي.