بعيدا عن منطق الحسابات ولغة الاتهمامات فإنّ تراجع نتائج الشبيبة في هذا الظرف بالذّات كانت متوقعة ومنتظرة بعد أن اعتقد الجميع أن الموسم انتهى بضمان الشبيبة البقاء في مرتبة مريحة نسبيا.. فكيف يمكن أن ننتظر أداء ومردودا أفضل من لاعبين انتهت طموحاتهم بتحقيق هدف البقاء بعد الانسحاب من سباق الكأس.. هذه النقطة الهامة والمؤثرة جدا لم توليها الإدارة ما تستحقه من أهمية، رغم أنّ المدرب مراد محجوب لمح إليها في أكثر من حديث صحفي، حيث أشار منذ فوز الشبيبة على النادي الافريقي في الجولة الثانية من مرحلة الاياب الى ضرورة مواصلة العمل ضمن برنامج واستراتيجية واضحة. عثرات موجعة شكلت مباراة الأجوار أمام النجم النقطة التي أفاضت الكأس لأحباء الأخضر والأبيض الذين ما كادوا يستفيقون من هزيمة حتى تحصل أخرى.. ثلاث هزائم متتالية عرّت عديد الحقائق وشكلت صدمة للأنصار الذين كانوا يتوقعون أن تلعب الشبيبة أفضل في غياب الضغوطات. التكتلات بسبب البليّة المشكل في الشبيبة لا يتعلق بقيمة اللاعبين، ولا بكفاءة الجهاز الفني رغم بعض الأخطاء التقديرية من هذا الجانب أو ذاك.. وإنّما هنالك نقطة خطيرة وهامة جدا أثرت على مردود الفريق ونتائجه، وتتعلق أساسا بقلة انضباط بعض اللاعبين ووجود الكثير من التكتلات مما سبب الكثير من المناوشات بين نجوم الفريق، وحسب رأينا فإن هذا الاشكال هو السبب الرئيسي في حصول النتائج السلبية وغياب الروح الانتصارية.. وهذه حقائق يعرفها الجهاز الفني والاداري، ولكن لا أحد وجد الشجاعة الكافية لمعالجة الموقف بحنكة وفرض سياسة الانضباط التي لا يمكن في غيابها تحقيق النجاح، بل إن الأدهى والأمر أن بعض المسيّرين يتعاملون مع هؤلاء اللاعبين المتطاوسين وكأنهم فوق المحاسبة لما يتمتعون به من حماية من مسؤولين بارزين!! آخر الكلام أكيد أن نقاط كثيرة للمعالجة لتحقيق التدارك في الجولات القادمة والخروج من الوضعية الحرجة بعد أزمة النتائج الأخيرة، وأكيد أيضا أنّ كلّ الأطراف المعنية بشؤون الفريق مطالبة بتطويق الأزمة وخاصة الأجواء المشحونة بين بعض اللاعبين لتعديل الأوتار من جديد وتحقيق المصالحة مع جماهير الشبيبة التي ستنتظر وجها مغايرا للفريق في الجولة القادمة التي سيحتضنها ملعب حمدة العواني بالقيروان في مواجهة صعبة للغاية أمام فريق قوافل قفصة.