تونس الشروق أمين بن مسعود: أجمع المحاضرون والمشاركون في الندوة السنوية التاسعة «المغرب العربي في مفترق الشراكات» تطور العلاقات العربية الآسيوية : دور ومكانة المغرب العربي فيها على ضرورة تطوير العلاقات العربية الآسيوية وتحويلها الى شراكة فاعلة، مؤكدين على حتمية ايجاد العرب مجالات استثمارية جديدة تمكنهم من تبوؤ منزلة هامة بين الدول والتكتلات الاقليمية. واستعرض وزير التجارة والصناعة التقليدية رضا بن مصباح في افتتاح الندوة التي نظمها أمس مركز جامعة الدول العربية أبرز محطات التعاون العربي الآسيوي، مشيرا الى أن المقوّمات السياسية والاقتصادية والاستراتيجية فتحت آفاقا هامة للتعاون في مختلف المجالات التجارية والعلمية والثقافية. وشدد على ان تونس أولت علاقات التعاون مع البلدان الآسيوية مكانة هامة بحرص من لدن سيادة الرئيس زين العابدين بن علي ونوعت منها وارتقت بها الى مستوى الشراكة الفاعلة في المجالات الهامة والحيوية. وأردف السيد رضا بن مصباح ان كافة المعطيات الحالية والتوقعات المستقبلية تشير الى ان التعاون العربي الآسيوي عموما والتعاون المغاربي الآسيوي خصوصا سيشهد تطورا كبيرا في المرحلة المقبلة. بدوره أكد السيد الشاذلي النفاتي رئيس مركز الجامعة العربية بتونس والأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية ان البعد الآسيوي كان ولازال محط اهتمام الديبلوماسية العربية الجماعية، مما دعا الجامعة العربية الى تطوير التعاون مع الدول النافذة في القارة الآسيوية كالصين والهند وكوريا الجنوبية. وبيّن النفاتي ان هناك استفاقة كبيرة في السياسة الخارجية العربية تسعى الى دعم الحضور العربي واستعادة الثقل الديبلوماسي داخل منظومة التكتلات الدولية، مشيرا الى انه لا حديث عن ديبلوماسية عربية فاعلة دون قوة اقتصادية. وأوضح في ذات السياق أن العالم العربي لا يغيّر دورا بآخر ولا يستبدل اقليما ثان في إشارة الى الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدةالأمريكية وانما يرمي الى تفعيل وجوده داخل المجموعات الاقليمية. تعاطف دولي من جانبه، شدد الامين العام لاتحاد المغرب العربي السيد حبيب بن يحيى على ان ما يجمع بين الدول العربية والآسيوية يفوق الاقتصاد والاستثمار، مضيفا ان حركات التحرر العربية وجدت عند حقبة الاحتلال في الدول الآسيوية خير معين وظهير. وأبرز بن يحيى ان هناك عطفا تاريخيا بين الاقليمين لابد من توظيفه كأحسن ما يكون. مؤكدا على ضرورة ان ينوع العالم العربي عامة والاتحاد المغاربي خاصة من علاقاته الاقتصادية وان لا يبقى رهين اقليم واحد. وأردف أن الوقت قد حان لفتح قنوات جديدة.. باعتبار ان قطبا جديدا بدأ يتطور بسرعة ويفرض مكانته داخل الأسرة الدولية. وشدد في هذا السياق على أن التطور الاقتصادي والعمراني حوّل بعض البلدان الآسيوية الى نمور.. وهو ذاته القادر على تصيير الدول المغاربية الى «أسود للأطلس». اللعب على التناقضات ذات الموقف أكده الاستاذ الجامعي الجزائري عبد القادر دبش الذي رأى في أسلوب التعامل الراهن بين الدول «منطقا» يفرض التكتل والتحالف، مشيرا الى حتمية اعتماد العرب أسلوب «اللعب على التناقضات» وهو المؤهل لإقامة شراكات قوية مع جميع الأطراف. وأضاف دبش ان مزيد تعويل الدول الآسيوية على النفط العربي والذي سيبلغ في السنوات القليلة القادمة نسبة 95٪ بعد ان كان 60٪ الامر الذي سيسمح للنظام الرسمي العربي بتعزيز علاقاته السياسية مع آسيا وتحصيل مساند قوي لقضاياه المصيرية.