كشفت أرقام صادرة عن البنك التونسي للتضامن مؤخرا أن سكان مناطق الشمال الشرقي (بنزرتتونسنابلزغوان) «استحوذوا» على الجزء الأكبر من المشاريع المموّلة من البنك منذ بداية نشاطه (1998) وإلى غاية 28 فيفري 2010. وموّل بنك التضامن على مدى 12 عاما أكثر من 121 ألف مشروع بمبلغ قروض ناهز 687 مليارا من المليمات. وكانت حصة مناطق الشمال الشرقي من هذه التمويلات في حدود 35.5٪ أي ما يعادل حوالي 43 ألف مشروع، وفاقت هذه الحصة حصّة ثلاث مناطق مجتمعة معا وهي الجنوب الغربي والجنوب الشرقي والشمال الغربي، والتي لم تتجاوز النسبة في كل منها 10٪ فقط من جملة المشاريع وحلت بذلك في المراتب الأخيرة، أما المرتبة الثانية فآلت لمناطق الوسط الشرقي (حوالي 20٪ وهو ما يعادل حوالي 24 ألف مشروع) وكانت المرتبة الثالثة من نصيب الوسط الغربي بمعدل 13٪ (حوالي 16 ألف مشروع). مبادرة في قراءة أولى لهذه الأرقام، يبدو للوهلة الأولى أن سكّان المناطق الشرقية بالشمال والوسط وبدرجة أقل سكّان الوسط الغربي هم الأكثر إقداما على بعث المشاريع الصغرى للحساب الخاص، وأن سكان مناطق الجنوب (الغربي والشرقي) ومناطق الشمال الغربي لا يبادرون كثيرا في هذا المجال.. لكن أحد المختصين أكد أن الأمر ليست له أية علاقة بطبيعة الأشخاص بل بطبيعة المناطق في حدّ ذاتها.. ذلك أن الجانب الهام من الحركية الاقتصادية والتجارية والفلاحية يتمركز بالمناطق الشرقية، إضافة إلى كثرة الاستهلاك بهذه المناطق، ومن الطبيعي أن يكون النصيب الأوفر من المشاريع الخاصة فيها.. ويضيف المصدر ذاته أن توزيع المشاريع المموّلة حسب المناطق لا يعكس توزيعها حسب السكان.. ذلك أن عددا كبيرا من أصحاب المشاريع الصغرى المنتصبة بالجهات الشرقية (الشمال والوسط) ينحدرون من مناطق أخرى (المناطق الغربية) ويفضّلون بعث مشاريعهم في المناطق الأكثر حركية وكثافة سكانية ليضمنوا أوفر حظوظ للنجاح. رجال شبّان تكشف الأرقام ذاتها أن المشاريع «الرجالية» حصلت على حوالي 70٪ من تمويلات البنك التونسي للتضامن حيث بلغ عددها حوالي 84 ألف مشروع فيما كانت النسبة المتبقية (30٪) من نصيب النساء بحوالي 37 ألف مشروع. ومثلت الشريحة العمرية بين 30 و39 عاما الأكثر مبادرة ببعث المشاريع الممولة من بنك التضامن وذلك بنسبة حوالي 45٪ (53 ألف مشروع) وتأتي شريحة 40 49 في المرتبة الثانية بنسبة حوالي 25٪ (30 ألف مشروع) وشريحة 18 29 في المرتبة الثالثة بنسبة 19٪ (24 ألف مشروع) وكانت المرتبة الأخيرة من نصيب شريحة أكثر من 50 عاما بنسبة 11٪ تقريبا (14 ألف مشروع). ثانوي وابتدائي بعث أصحاب المستوى التعليمي الثانوي خلال ال12 عاما الماضية 44٪ من جملة المشاريع الممولة من بنك التضامن وهو ما يعادل حوالي 54 ألف مشروع، بينما كان نصيب أصحاب المستوى الابتدائي 33٪ (40 ألف مشروع) وأصحاب المستوى العالي 19٪ (23 ألف مشروع).. أما الأميون، فبعثوا أضعف عدد من المشاريع (3700 مشروع) وهو ما مثل نسبة 3٪. وما تجدر الإشارة إليه هو أن حاملي الشهائد العليا يحصلون على النصيب الأوفر من التمويلات بما أن سقف القرض عندهم يصل إلى 100 ألف د. في حين يبلغ السقف بالنسبة للبقية 25 ألف د. قطاعات استحوذ قطاع الخدمات على 42٪ من جملة المشاريع الممولة من البنك (52 ألف مشروع) بينما حلّت المهن الصغرى في المرتبة الثانية ب38٪ (45 ألف مشروع) تليها الفلاحة بنسبة 14٪ (17600 مشروع) ثم الصناعات التقليدية ب5٪ (6 آلاف مشروع). وكان الجانب الأكبر من هذه المشاريع إحداثات جديدة (84٪) بينما مثلت مشاريع التوسعة 16٪ فقط. وتجدر الإشارة إلى أن عدد مواطن الشغل المرتقبة من جملة المشاريع الممولة من بنك التضامن يناهز ال195 ألفا.