الخرطوم القاهرةموسكو (وكالات): أعلنت الحكومة السودانية التعبئة العامة وطالبت مواطنيها بالخروج في مسيرات حاشدة للتعبير عن غضبهم حيال التهديدات الغربية المتواترة بفرض عقوبات على الخرطوم وباللجوء الى الخيار العسكري ضدّها... كما حذّرت الحكومة من أن التدخل العسكري الغربي في السودان سيؤدي الى تقسيم أكبر بلد افريقي وزعزعة استقرار الدول المجاورة معتبرة أن واشنطن تريد استغلال الوضع في دار فور للاطاحة بها بسبب مواقفها العربية. وكانت الولاياتالمتحدة قد مرّرت أمس الاول مشروع قرار في مجلس الامن يهدّد بفرض عقوبات غير محددة على السودان خلال 30 يوما في حال لم تحاكم الخرطوم ميليشيات «الجنجويد» التي تتهمها واشنطن بزعزعة الوضع في دارفور، ويبدأ مجلس الامن الدولي اليوم بحث مشروع القرار الامريكي. وحسب الحكومة السودانية فان مشروع القرار الامريكي خطوة نحو تصعيد الوضع حتى أنها لم تستبعد هجوما عسكريا هجوما عسكريا أمريكيا بريطانيا مثلما حدث في العراق. أجواء... «حرب» وفي ردّها على هذا التصعيد الامريكي رفعت الحكومة السودانية الليلة قبل الماضية في لهجتها الهجومية ضد الدول الغربية. ودعا مجلس الوزراء في اجتماع طارئ عقده برئاسة نائب الرئيس علي عثمان محمد طه الى توحيد الجبهة الداخلية وتعبئة القوى السياسية الوطنية لمواجهة الحملة الدولية التي تستهدف السودان، كما طالب المواطنين بالخروج في مسيرات حاشدة. وقال وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل من جهته ان السودان سيتصدى لاي قوات أجنبية تدخل أراضيه بذريعة وقف العنف في إقليم دارفور... لكنه أعرب في نفس الوقت عن أمله في ألا يحدث ذلك. وأضاف في مؤتمر صحفي عقده بتركيا اذا تعرضنا لهجوم فاننا لن نجلس في صمت بل سنرد... غير أننا نأمل ألا نصل الى مثل هذا الموقف. وأوضح اسماعيل ايضا ان حكومته بصدد نزع سلاح ميليشيات «الجنجويد»، واتهم مندوب السوداني في الاتحاد الافريقي عثمان السيد من جانبه أمس الاول الولاياتالمتحدة باستغلال أزمة دارفور ذريعة للاطاحة بالحكومة السودانية. وحذّر السيد من أن التدخل العسكري الغربي في السودان قد يؤدي الى تقسيم أكبر بلد افريقي وزعزعة استقرار الدول المجاورة. وقال في تصريحات أدلى بها على هامش اجتماع عقده مجلس السلام والامن التابع للاتحاد الافريقي، سياسة الحكومة السودانية المتعلقة بالقضايا العربية لا تعجب الادارة الامريكية... لذلك يستهدف الامريكيون حكومة السودان على خلفية موقفها السياسي... ولتعزيز الجبهة الداخلية أفرجت السلطات السودانية أمس عن جميع المعتقلين السياسيين باستثناء حسن الترابي. وقد تواصل بالتوازي مع ذلك صدور البيانات الرافضة لاي تدخل خارجي في السودان وحملت البيانات في معظمها عبارات التهديد والوعيد... وقال بيان صادر عن أمانة العاملين في حزب المؤتمر الوطني اننا نحذر أحفاد كتشنز بأن من سيقابلونهم هم أحفاد المجاهدين في شيكان في اشارة بذلك الى المعارك الشهيرة التي جرت بين السودانيين والانقليز. مطالب... باول من جهته شدد وزير الخارجية الامريكي كولن باول على الاستمرار في الضغط على حكومة الخرطوم لاجبارها على الاسراع في التوصل الى التسوية للوضع الذي وصفه ب»الكارثي» في دارفور. وجاءت تصريحات باول هذه خلال لقائه بالقاهرة أمس نظيره المصري احمد أبو الغيط الذي اعتبر من جانبه ان فرض عقوبات على السودان سيضر بالوضع معربا في الوقت نفسه عن قلقه حيال الوضع في دارفور. وأعربت روسيا أمس عن معارضتها لاي تدخل عسكري في السودان، وطالب نائب وزير الخارجية الروسي يوري فيدوتوف بإعطائه السودان فرصة لحل مشاكله الداخلية في هدوء.