واشنطن دمشق (الشروق وكالات): اعتبرت حركة «حماس» أن قرارات مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين بخصوص نية اسرائيل إبعاد آلاف الفلسطينيين من الضفة غير كافية مطالبة بدفن مبادرة السلام وطرد سفراء اسرائيل من عواصم العرب، في وقت سعت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الى إعطاء دفع لعملية السلام عبر مطالبة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بمزيد من الصدق ودعوة العرب الى القيام ب«تحرّك أكبر». ودعت «حماس» الى «إجراءات عربية سريعة وملموسة ترتقي الى مستوى الحدث». كما دعت كافة القوى الفلسطينية داخل الوطن والشتات الى الارتقاء بمسؤولياتها الوطنية والتاريخية والترفّع عن التباينات الجانبية لمواجهة المخاطر التي تهدد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته. رؤية «حماس» وطالبت الحركة عبر تصريحات القيادي عزت الرشق «بطرد سفراء وممثلي الكيان الصهيوني الموجودين في بعض العواصم العربية والاسلامية» والانتقال نحو رؤية سياسية عربية تقوم على استثمار كل أدوات وعناصر القوة والفعل الممكنة في اليد العربية، كما طالبت الحركة بإعلان وفاة مبادرة السلام العربية، وتوفير الدعم والاسناد لصمود الشعب الفلسطيني وتعزيز مقاومته في الداخل ورفع الحصار عن قطاع غزة. ونقل بيان رسمي للحركة عن الرشق مطالبته «سلطة رام الله التي ألغاها القرار الاسرائيلي وحولها الى سلطة أكثر من هزيلة» حسب وصفه بالكف عن المراهنة على المفاوضات والتسوية مع العدو الاسرائيلي ونبذ كل الاوهام التي بددتها تجربة أوسلو ذاتها والعودة الى مربع الشعب الفلسطيني ووقف التنسيق الأمني مع اسرائيل وإطلاق سراح كل معتقلي المقاومة وترك قوى الشعب الفلسطيني الحية تخوض مقاومتها بكل الاشكال الممكنة والمتيسّرة في الداخل الفلسطيني. وأكد عزت الرشق «أن حجم وتبعات القرار الاسرائيلي الاخير، تتطلب وقفة عربية وإسلامية جديدة مسؤولة بعيدة عن لغة المناشدات، ولغة الديبلوماسية الناعمة داخل الغرف وصالونات الاجتماعات، وبعيدة عن منطق الاتكال والارتهان والاعتماد على دور ما لواشنطن من أجل كبح جماح السياسات العدوانية الاسرائيلية» وفق ما جاء في بيان الحركة. ووضعت حركة «حماس» القرار الاسرائيلي الاخير القاضي بإبعاد عشرات الآلاف من المواطنين الفلسطينيين من مناطق الضفة الغربية بذريعة عدم حملهم تصاريح من سلطات الاحتلال، في خانة إعلان الحرب الديمغرافية الاسرائيلية وقالت إنه استكمال لعمليات التطهير العرقي وعمليات الترحيل التي خاضتها وماتزال دولة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني منذ عام 1948. محاولة أخيرة؟ في الأثناء دعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الى إبداء مزيد من الصدق حيال مبدإ إعلان الدولة الفلسطينية، كما دعت في الوقت نفسه الدول العربية الى القيام بتحرك أكبر لدفع عملية تسوية الصراع العربي الاسرائيلي. وقالت في كلمة في افتتاح مركز (دانييل إبراهام) للسلام في الشرق الاوسط في وقت متأخر من مساء أمس الاول بحضور عدد كبير من الديبلوماسيين العرب من بينهم وزير الخارجية الاردني ناصر جودة، والمنسق الامريكي الخاص لقوات أمن السلطة الفلسطينية الجنرال كيث دايتون إن «الطريق ليس سهلا وعلى كل طرف بما في ذلك اسرائيل أن يقوم بخيارات صعبة ولكن ضرورية وهذا أمر يتطلب قيادة شجاعة» حسب تعبيرها. وأشارت كلينتون الى أن نتنياهو كانت موافقته مبدئية على حل الدولتين، لكنها قالت إن «تسهيل الوصول والتنقل داخل الضفة الغربية ردا على تحسين الوضع الأمني الذي قام به الفلسطينيون ليس كافيا لإثبات أن هذه الموافقة صادقة للفلسطينيين». وأضافت: «نشجع اسرائيل على مواصلة إيجاد دفع نحو سلام شامل بإظهار احترام للطموحات الشرعية للفلسطينيين عبر وقف أنشطة الاستيطان وتلبية الحاجات الانسانية في غزة». وقالت كلينتون إنه ينبغي على حركة «حماس» أن تطلق فورا سراح الجندي الاسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، كما ينبغي على السلطة الفلسطينية أن تضاعف جهودها لوضع نهاية لما سمّته التحريض والعنف وأن تحارب الفساد وتغرس ثقافة السلام والتسامح بين الفلسطينيين» حسب قولها. وحثّت كلينتون، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وحكومته على الدخول فورا في مفاوضات مع اسرائيل لأن الاخيرة تريد أيضا أن ترى أن السير على درب التقدم والديبلوماسية يمكن أن يقود وسيقود الى السلام والأمن، على حد قولها.