مما لا شكّ فيه ان النادي الافريقي لم يقف يوما على خدمات لاعب واحد حتى وإن تعلق الامر بعمالقة مثل عتوقة ومحمد صالح الجديدي والشايبي والخويني وغميض والبياري... وغيرهم، ومع ذلك فإن جماهير الافريقي لم تترد في الاعتراف بوجود ثلة من اللاعبين المؤثرين في الفريق خلال السنوات الاخيرة كما هو الشأن بالنسبة للجناح اليساري زهير الذوادي (22 عاما) الذي يفعل كل شيء بالكرة سواء التسديد او التوغلات السريعة او صناعة الاهداف بكافة الوسائل ثائرا مهتاجا طيلة المقابلة لا يطلب سوى تحقيق الانتصار مهما كان اسم المنافس... لذلك لا عجب في ان يتأثر مردود الافريقي بمجرد تعرض جناحه النفاثة الى اصابة أبعدته عن الملاعب خلال الفترة الماضية. هذه الاصابة وتحول اللاعب الى المانيا بالذات للخضوع للفحوصات الضرورية جعله يتعرض الى موجة من الانتقادات والاتهامات، ولأن النفس تفيض عند امتلائها فقد تحدّث الذوادي ل«الشروق»: في البداية كيف تقبلت انسحاب فريقك من مسابقة الكأس أمام النادي الصفاقسي؟ بكل صراحة كان بإمكان النادي الافريقي الخروج بنتيجة المقابلة لكن يبدو ان الفريق تأثر بعد خروج اللاعب أنيس بوجلبان وكذلك بعد اقصاء وسام يحيى ولا ننسى أداء الحكم الذي كان يوزع الاوراق بصفة مجانية ومع ذلك فالفريق قام برد الفعل حتى بعد مغادرة اللاعب السلامي للميدان وهو ما أثر بدوره على مردود الفريق وكان الانسحاب وأظن شخصيا أننا لن نعلق هذا الانسحاب على شمّاعة التحكيم بقدر ما نتوجه باللوم لأنفسنا كلاعبين. بصراحة، هل تعتقد ان غيابك كان مؤثرا في أداء الفريق؟ لو كنت ضمن التشكيلة الأساسية فإنني كنت سأساعد فريقي كما جرت العادة ولا أعلم إن كنت فعلا سأغيّر الامر أم العكس. غيابك عن مقابلات فريقك بسبب الاصابة ومغادرتك للميدان أثناء مقابلة الملعب التونسي جعلت البعض يتهمك علنا بالتمارض، فما رأيك؟ لا اعتقد ان الرنين المغناطيسي يكذب؟! لذلك فإن حكاية التمارض اشاعة مغرضة تروجها بعض النفوس المريضة... ذلك ان كل من يعرف زهير الذوادي يدرك جيدا أنني لم أبخل يوما بحبة عرق واحدة في سبيل نجاح الفريق وأسعى الى ارضاء ضميري تجاه الجماهير. اصرارك على اجراء الفحوصات بألمانيا، هل هو ناتج عن انعدام الثقة تجاه الاطار الطبي للفريق؟ شخصيا لدي الثقة التامة في كفاءة الاطار الطبي للنادي لكن أقول بكل صراحة إن الدنيا درجات لذلك لا أنكر أنني متخوف من حدوث مضاعفات لذلك ارتأيت التحول الى ألمانيا لكن لا أعلم لماذا وقع تأويل هذا الامر بتلك الطريقة ربما لأننا في تونس نعاني من شيء اسمه مركب النقص، وأؤكد مرة أخرى ان صحتي تبقى دائما أهم شيء في حياتي. لكن تحوّلك الى ألمانيا أوّله البعض على أنك تهدف من خلاله الى التفاوض مع أندية من البوندسليغا، فما رأيك؟ ذهبت للكشف عن الاصابة فحسب وأظن ان الهيئة المديرة لديها ثقة كبيرة في شخصي لذلك لم تتردد في منحي ترخيصا تحولت بموجبه الى ألمانيا ثم إن الامر لن يتطلب اجراء عملية بل يتطلب راحة بثلاثة أسابيع فحسب. ما طبيعة علاقتك حاليا بالمدافع محمد الباشطبجي بعد الخلاف الشهير بينكما وبعد ان صرّح بأنك شتمته على طريقة «ماتيرازي»؟ أبدا، انها قصة عارية من الصحة فأنا لم أشتمه مطلقا ولكم ان تسألوا الاطار الفني السابق الذي شاهد الحادثة... شخصيا كنت أنتظر معاقبة اللاعب محمد الباشطبجي بعد ان وجّه اليّ لكمة قبل يوم واحد من المقابلة ولكنه لم يتعرض الى العقوبة المنتظرة... أما أنا فقد أثبت للجميع أنني لم أكن يوما خائنا وتغلبت على الامر وشاركت مع الفريق لأنني لم أفكر سوى في مصلحة النادي الافريقي فحسب. بصراحة، ألا تعتقد ان عدم الانضباط في الفريق طيلة هذا الموسم ساهم بشكل كبير في هذه الاخفاقات التي عرفها النادي؟ أبدا، انه أمر مردود على أصحابه، فقصة الانضباط أصبحت موضة جديدة يطالعنا بها بعضهم لذلك أقول لهؤلاء إن لاعبي الافريقي يتمتعون بروح المسؤولية وبقدر عال من الانضباط وكل ما في الامر اننا نتعرض الى الاستفزاز من قبل التحكيم... ثم ان عدة عناصر في الافريقي تنتمي الى المنتخب الوطني لذلك لا مجال لمثل هذه الاقاويل. بعد الانسحاب من كأس تونس واهدار فرصة التتويج بالبطولة، هل من أهداف واضحة لك مع الافريقي؟ في صلب النادي الافريقي، دائما لدينا أهداف اذ ينبغي في الوقت الراهن التفكير في المحافظة على المرتبة الثانية لخوض غمار مسابقة رابطة الأبطال الافريقية.