أقيمت مؤخرا (30 أفريل و1 ماي) بفضاء المركب الثقافي بمنزل بوزيان الدورة الأولى لملتقى الحسين بوزيان لتاريخ الحركة الوطنية تحت عنوان: «جذور الحركة الوطنية وتطورها حتى الحرب العالمية الأولى»، وقد أشرف على هذه الدورة التأسيسية السيد مصطفى العلوي المندوب الجهوي للثقافة بسيدي بوزيد وثلة من المسؤولين المحليين وقد تضمّنت فقرات هذا الملتقى معرضا وثائقيا عرف بالمناضل الحسين بوزيان وجلسات علمية ومداخلات قدّمها عدد من الأساتذة الجامعيين توّجت بحلقات نقاش بمشاركة الحضور الذين جاؤوا من كل مكان لمواكبة هذا الحدث الهام. احتوى المعرض كذلك على وثائق خاصة بالفقيد وبصور ودراسات وبحوث حول نضالاته. أمّا المحاضرات فإن اختلفت في مواضيعها فقد اتحدّت في أهدافها، فشكلت سلسلة من الحلقات تكمل الواحدة الأخرى وتدور في مجملها حول تطور الحركة الوطنية. مداخلة الدكتور عبد الواحد المكني من جامعة صفاقس عرّفت بمفهوم الحركة الوطنية وفرّقت بين الحركة الوطنية النخبوية والشعبية ووضّحت العلاقة بينهما في الفترة الممتدة بين 1881 و1914. أما مداخلة الأستاذ والباحث عبد الرزاق الحامدي، فقد ركزت على الانتصاب الاستعماري في بلاد المكناسي التي كانت تمتد من حدود المزّونة الى زانوش مرورا بالمكناسي ومنزل بوزيان والسند وردود الفعل الأولى الى حدود 1914. الجلسة العلمية الثانية ترأسها الدكتور بوجمعة مشي من جامعة تونس وتضمّنت مداخلتين: الأولى للدكتور مصطفى التليلي من جامعة تونس، تطرقت الى اسهام عروش «الهمامّة» في المقاومة الأولى للاستعمار الفرنسي والثانية للدكتور فوزي السعداوي من جامعة صفاقس موضوعها المقاومة الثقافية وتشكّل بوادر العمل السياسي الوطني في الوسط الغربي وقد تخللت جملة المداخلات العلمية قراءات شعرية لبعض الشعراء الشعبيين الذين أصرّوا على المشاركة في هذا الملتقى الذي مثل حدثا هاما جمع بين الافادة من خلال التعريف بتاريخ الحركة الوطنية وبين التكريم، إذ اعتبره الحضور تكريما للزعماء والمناضلين. وقد بارك أهالي سيدي بوزيد ككل هذا المولود الثقافي الجديد، وهذا المشروع الذي وُلد صغيرا شأنه شأن أيّ مولود، وقد امتدّت الأيادي من كل الأطراف والجهات لرعايته حتى يكبر ويخرج من اطاره المحلي الضيق ليصبح مناسبة وطنية تهمّ كل الباحثين والمثقفين في تونس الخضراء. صالح صمادي (أستاذ تعليم ثانوي)