آثار حادث تحطّم الطائرة الليبية فجر أمس بمطار طرابلس جملة من المخاوف «الاستثنائية» بسبب تزامنه مع الحديث عن وصول سحابة بركان ايزلندا الى شمال القارة الافريقية.. وتساءل خبراء ومختصون حول امكانية وقوف هذه السحابة او البعض من أجزائها وراء حادث تحطّم الطائرة المذكورة بعد ان تكون قد تسرّبت الى الفضاء الجوّي الذي مرّت منه الطائرة وهي في آخر دقائق رحلتها من جوهانسبورغ الى ليبيا قبل هبوطها بمطار طرابلس، وتأثيرها بالتالي على محركات الطائرة. وفي انتظار نتائج الابحاث والتحاليل التي ستجرى على الصندوقين الأسودين للطائرة فإن هذه الفرضية تبقى قائمة رغم تأكيد أهل الاختصاص في مجال الأرصاد الجوية بمنطقة شمال افريقيا أن سحابة بركان ايزلندا لم تطل الى حد الآن الا المغرب الأقصى، ولم تنتقل بعد الى الشرق حيث الجزائروتونس وليبيا. وكان المغرب قد أعلن أول أمس عن غلق 8 مطارات في أوقات مختلفة شأنه شأن اسبانيا... كما شهدت مطارات تونسوالجزائر الغاء بعض الرحلات خاصة في اتجاه أوروبا والمغرب في اطار تدابير وقائية. وذكرت مصادر مطلعة ان تونس شهدت منذ بداية «أزمة» سحابة بركان ايزلندا مطلع أفريل الماضي والى حد الآن الغاء حوالي 700 رحلة من مختلف المطارات التونسية وهي رحلات تابعة لعدة ناقلات جوية وفي اتجاهات مختلفة أهمها أوروبا. السحابة في تونس؟ أكدت أمس وأول أمس مصالح الارصاد الجوية التونسية ان امكانية تنقل سحابة بركان ايزلندا الى المجال الجوي التونسي ضعيفة لأن بلادنا توجد الآن تحت تأثير تيارات هوائية جنوبية (أي قادمة من القطاع الجنوبي) وهو ما يفسّر ارتفاع درجات الحرارة... وهذه الوضعية ستميز الوضع الجوي في تونس حتى خلال الايام القادمة حسب التوقعات متوسطة وبعيدة المدى، وهو ما يُشكل حاجزا هوائيا منيعا أمام التيارات الهوائية الطولية أي الغربية والشمالية الغربية التي تأتي من جهة شمال المحيط الاطلسي وهي الحيد القادرة على دفع سحابة بركان ايزلندا نحو سماء البحر المتوسط وبالتالي نحو المجال الجوي للبلدان المتوسطية كتونسوالجزائر وليبيا ومصر... ويقول المختص في علوم الطبيعة والمناخ والجغرافيا الأستاذ جميل الحجري ان ذلك لا يعني أننا في مأمن تام من هذه السحابة التي باتت اليوم بمثابة «الغول» لكل البلدان بما انها تعطل لملاحة الجوية وتغلق المطارات وتسبب خسائر فادحة وتؤثر حتى على صحة الانسان والحيوان والنبات. فهذه الفترة هي فترة تقلبات جوية في بلادنا بما اننا مازلنا بصدد الانتقال من الربيع الى الصيف.. وبالتالي فإن اتجاه التيارات الهوائية يمكن ان يتغير في اية لحظة من القطاع الجنوبي (كما هو الحال الآن) الى القطاع الشمالي والشمالي الغربي والتي يكون فيها الهواء باردا نسبيا، وبالتالي فإن السحابة يمكن ان تصلنا في اية لحظة ما دمنا في هذه الفترة الانتقالية (الربيع). وأضاف الحجري ان المخاوف ستبدد تماما عند حدوث الانقلاب الصيفي (21 جوان) فبعد هذه الفترة لا يمكن للتيارات الهوائية الا ان تكون جنوبية في غالب الأيام الى حين حلول فصل الخريف... وذكر المتحدث في هذا الاطار بالمخاوف والاحتياطات الموجودة الآن في دول المشرق العربي، حيث هناك توقعات بأن تصل السحابة الى سماواتهم ما دامت التيارات الهوائية تغيّر اتجاهها بين الحين والآخر.