بحضور عشرات الضيوف والمشاركين من تونس والدول العربية ومن رومانيا افتتح وزير الثقافة الأستاذ عبد الرؤوف الباسطي مساء السبت 15 ماي الباقة السابعة عشر لمهرجان ربيع الفنون الدولي تحت شعار «الفنون والقيم» وذلك بالمركب الثقافي أسد بن الفرات بالقيروان وبحضور عدد كبير من المسؤولين الجهويين ونواب الشعب وحضور جماهيري كبير وعدد من السيّاح. حفل الافتتاح كان بمثابة عرس بهيج قدمت فيه ثلاث فرق فلكلورية وشعبية عروضا استعراضية تجمع حولها عدد من السياح والجماهير. وقد استهل معالي الوزير افتتاح المهرجان بتدشينه معرضا للفنون التشكيلية لأعمال متنوعة المحامل والمضامين لعدد من الفنانين التشكيليين. ولدى إشرافه على افتتاح هذه التظاهرة الثقافية السنوية بين السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث الأهمية التي يكتسيها هذا المهرجان الذي أضحى من ابرز التظاهرات الوطنية التي تسهم في إثراء المشهد الثقافي بالبلاد. ربيع الثقافة ووصف الوزير مهرجان ربيع الفنون الدولي بالقيروان بكونه من أبرز باقات ربيع الثقافة الذي تعيشه تونس مذكرا بحرص رئيس الدولة الدؤوب على الإحاطة بالمثقفين والمبدعين بوصفهم ضمير الأمة والفئة المعول عليها لترسيخ مبادئ التغيير وخياراته الحضارية. وقد أشرف السيد الوزير على تكريم ثلة من المبدعين التونسيين وضيوف المهرجان المتألقين في ميدانهم السينمائي حمادي بوعبيد وأستاذ الموسيقى بشير السالمي والشاعر المصري أحمد بخيت والسوريين الفنان رشيد عساف والشاعرة هيام منور والشاعرة الرومانية ليا سيرون. اضاءات فنية الحفل شهد أيضا بحضور الوزير عزفا ثلاثيا بإمضاء الأساتذة بشير السالمي على الكمان ومحمد زكي درويش على آلة السانتور ورياض العلاني على آلة الإيقاع في معزوفات عراقية وتونسية ثم قراءة للشاعر المصري أحمد بخيت. ومن الإضافات المتميّزة للمهرجان في دورته الحالية برئاسة الفنان التشكيلي نجيب عبان هو إسناد الجوانب الفنية لأهلها من المختصين من ذلك فقد نشط الحفل المذيع المتميز وليد التليلي الذي أضفى على الحفل دفئ صوته وقدرته على شدّ انتباه السامعين دون ملل. ومن الفقرات التي شدت الجمهور في حفل الافتتاح هو العرض السينوغرافي السينمائي الذي يحكي تاريخ ومعالم مدينة القيروان من خلال مجموعة هائلة من الصور المتلاحقة والراقصة على أنغام موسيقى سريعة تحاول في دقائق معدودة رواية تاريخ مدينة طويل بإمضاء الفنان المسرحي لطفي المناعي وهو ليس غريبا على هذا الفنان الذي افتتح دورات سابقة في أيام قرطاج المسرحية وساهم في إعداد عديد المسرحيات سينوغرافيا فكانت عودته الى المشهد القيرواني حدثا في حد ذاته. الليلة الأولى للمهرجان شهد فيها بهو المركب الثقافي أمسية شعرية عالمية واكبها جمهور غفير ومتميز شارك فيها الشعراء محمد الغزي والمنصف الوهايبي والسورية هيام منور والمصري أحمد بخيت والرومانية ليا سيرون ونشطها الشاعر عادل النقاطي الذي قرأ مع ليا سيرون قصائد مشتركة في تجربة شعرية جديدة. قبل عرض شريط «بابا عزيز» للمخرج التونسي ناصر خمير. ولعل ما يميز ربيع الفنون أيضا هو الاهتمام الإعلامي بالمهرجان وضيوفه والحضور الجماهيري وحضور مؤسسي المهرجان أهمهما الشاعران المنصف الوهايبي ومحمد الغزي وتجند مندوبية الثقافة لإنجاح التظاهرة والحضور الجماهيري لكن ذلك لم يمنع من وجود بعض النقائص التنظيمية المتعلقة باحترام الوقت وحالة التكرار في مضامين العروض والمعارض وهي قابلة للتجاوز. فهل سيتمكن المهرجان من تجاوز مشكل مديونيته هذا العام خاصة وان وزارة الثقافة احتضنت المهرجان وتبنته؟