بين الجزائروتونس علاقة تتجاوز مرتبة الجوار لنصل الى مرحلة الانصهار والتمازج لذلك ما يهمهم يهمنا وما يهمنا يهمهم وقد تأكد ذلك حين ترشحت الجزائر الى المونديال فكل التونسيين فرحوا وتغنّوا ورقصوا على نخب انجاز «محاربي الصحراء» وظلوا يعدون الأيام انتظارا لمباراة الجزائر الأولى في المحفل الكروي العالمي أمام سلوفينيا. «الشروق» سعت الى نقل هذا الانصهار والتمازج التونسيالجزائري كلمة وصورة. تهافت كبير على أعلام الجزائر استعدادات في حجم الحدث من قبل الجالية الجزائرية في تونس، حيث سجل على امتداد كامل أيام الأسبوع تهافت كبير على المحلات التجارية المتخصصة في صنع وبيع الأعلام، البعض منهم خيّر التحول الى مقر السفارة الجزائرية ليحصل على مطلبه والبعض الآخر تصرّف بما جاءت به قريحة الابداع لديه وفصّل على قياسه جبّة باللونين الأخضر والأبيض. الأولوية «للدْزيريّة» المقاهي والمطاعم المنتشرة وسط العاصمة والأنهج المتفرّعة استعدّت بدورها لهذا الحدث من خلال عمليات التوسعة وتنصيب بعض الشاشات الاضافية حتى تسهّل للحرفاء «الفرجة الراقية» صاحب أحد المقاهي أكد لنا أن الأولوية في قبول الحرفاء ستكون للاخوة الجزائريين وهذا أقلّ واجب يمكن تقديمه لهم. باب بحر... كلمة السرّ نهج الجزيرة وسط العاصمة وبالتحديد على مستوى قوس باب بحر يعتبر معقل الجالية الجزائرية ونقطة التقائهم الرئيسية حتى أنه يخيّل إليك وأنت تسلك هذا النهج أنك في احدى المدن الجزائرية بعد أن تزيّنت جدرانه وشرفاته بأعلام الجزائر والتحمت في أركان منه بأعلام تونس. «حنا والتوانسة خاوا» في كل مرة كان البعض من أفراد الجالية الجزائرية يرددون على مسامعنا «تونس نحبّوها بالزّاف»، «حْنا والتوانسة ديما خاوا» وهو تأكيد على متانة الروابط بين الشعبين التونسيوالجزائري. الجمهور التونسي يتفاعل أحد الذين اخترناهم للحديث عن حظوظ الجزائر في كأس العالم كان يرتدي قميص المنتخب الجزائري وبمجرد أن توجّهنا اليه بالسؤال فاجأنا بالاجابة «أنا تونسي» ونفس الشيء تكرّر لنا مع آخرين، فأدركنا ساعتها مدى تفاعل الشعب التونسي مع مشاركة الجزائر في المونديال. أفضل من «الدربي» شيخ تجاوز عتبة الستين وعبث بطاقم أسنانه طول السنين كان يبيع أقمصة المنتخب الجزائري على قارعة الطريق أكد لنا في حوار قصير أن مباريات الجزائر أفضل من «دربي» العاصمة من حيث الأرباح والمداخيل. من العشق ما قتل الصدفة وحدها هي التي جمعتنا ليلة المباراة بسيّدة جزائرية حامل وتنتظر مولودا ذكرا، أكدت في خضمّ تفاعلات الجزائر في تونس مع المباراة الأولى لمنتخب الخضر، أن زوجها اشترط عليها التصرّف بمفردها في حال ألمّ بها المخاض يوم المباراة.. بوقرّة والزياني لتحقيق الأماني مجيد بوقرّة وكريم الزياني من أكثر اللاعبين المقرّبين للجمهور الجزائري حيث يعتبرونهم حاملي الامال الجزائرية في هذه الكأس العالمية ويطلقون على كريم الزياني ثعلب الصحراء بينما يلقّبون بوقرّة بالمجاهد أما البقية فأطلقوا عليهم محاربي الصحراء. خشية من «الشماتة» المصرية لئن تشابهت تصريحات عدد قليل من الجزائريين وتراوحت بين الخطاب الديبلوماسي والشعارات المنمّقة، فإن أغلب الذين تحدثنا إليهم قالوا أن المنتخب الجزائري لن يسلم من شماتة المصريين. الصحافة هزمت محاربي الصحراء البعض الآخر ممن تحدثنا اليهم أكدوا أن منتخب الخضر يواجه أكثر من منافس وأشدهم على الاطلاق هي الصحافة الجزائرية حيث اعتبروا أن ضغطها أصبح رهيبا على عناصر المنتخب والمدرب سعدان. رابح سعدان... و «لحمة الكرومة» يتفق أغلب الذين اجتمعنا بهم قبل المباراة أن المدرب رابح سعدان لا يصلح للمنتخب حيث غلب طابع العشوائية على عملية اختياره للاعبين المؤهلين بالمشاركة في اللقاء واعتبروا أن سعدان أخطأ في بعض الاختيارات حين تعمد أن يخالف أراء الصحافيين في الجزائر. بين الحلم والواقع اذا كان حلم الجزائر في هذا المونديال هو المرور الى الدور الثاني فإن شقّا كبيرا من الاشقاء يرون أن الاهم من النتائج هو تقديم وجه مشرف يفخر به العالم العربي اما المرور باقناع أو الانسحاب مرفوع الرأس.