لم تمض أيام معدودة على زيارة الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الى واشنطن حتى فجرت الولاياتالمتحدة قنبلة حين أعلنت أمس أنها كشفت شبكة روسية للتجسس في واشنطن واعتقلت أفرادها. واشنطن التي بدت واثقة لدى اعلانها عن هذه المعلومات تسببت في حرج كبير لموسكو التي بادرت الى نفي المزاعم معتبرة أنها «عودة الى الحرب الباردة» بل ان الخارجية الروسية ذهبت الى أبعد من ذلك وقالت بشيء من التهكم ان واشنطن اختارت بشكل جيد ومدروس موعد اطلاق هذه الادعاءات في اشارة الى زيارة ميدفيديف التي بدا فيها الانسجام واضحا بين الرئيس الروسي ونظيره الأمريكي حتى أن الزعيمين تناولا أمام عدسات الكاميرا وجبة ساخنة في أحد مطاعم واشنطن وتحدثا عن تجاوز مرحلة الحرب الباردة. لكن يبدو أن ما كشفته واشنطن أمس وبصرف النظر عن مدى صحته يسير في غير هذا الاتجاه بل يذهب بالعلاقات الامريكية الروسية نحو مزيد من الشرخ والتدهور. فالعلاقات بين موسكووواشنطن لم تعرف الاستقرار منذ سنوات رغم الصداقة الشخصية التي كانت تجمع الرئيسين السابقين فلاديمير بوتين وجورج بوش بسبب عدة منغصات منها الحرب على العراق ومشروع الدرع الصاروخية الأمريكية في أوروبا الشرقية. وحتى التوقيع على معاهدة «ستارت 2» بين الجانبين الأمريكي والروسي في أفريل الماضي للحد من الانتشار النووي والزيارات المتبادلة لمسؤولي البلدين لم نتشفع على ما يبدو لبناء علاقات عنوانها الثقة المتبادلة ولم تكن كافية لتجاوز تلك العقلية الباردة التي تكشف عنها واشنطن من حين الى آخر وتصر على اتباعها كمحدد لطبيعة العلاقات بينها وبين خصوم الأمس.