«إنما الاعمال بالنيّات وإنما لكل امرئ ما نوى» بهذا أفادنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأمره خالقه ان يبلغنا:{قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} (الإسراء: 84) أي على نيّته. فللنيّة معنيين: تمييز العبادة كما بين الصلاة والزكاة، والصوم والحج، أو المقصود بالعمل كأن يقصد بعمله لله وحده. وبهذا المعنى أطلق عليها أهل المعرفة كلمة «الارادة» وفي القرآن ما يقرب من هذا:{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} (الكهف: 28) وقد يعبّر عنها بكلمة «الابتغاء» {وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ} (البقرة: 272) لهذا من يسير بلا نيّة تتوزّعه السبل، وتضل به المسالك وتختلط عليه الأمور وحين يعرف طريقه ويتبيّن خطته يمضي على بصيرة، ويعمل بوعي فمن كانت نيته صالحة كان عمله صالحا ويثاب، ومن كانت نيّته فاسدة كان عمله فاسدا وعليه وزره وعقابه. قال زيد الشامي «إني لأحبّ ان تكون لي نيّة في كل شيء، حتى في الطعام والشراب» فالصائم إذا لم يخلص النيّة لله، فيقيّد نفسه بنفسه، ويجعل من صومه صوم تقوى وعملا صالحا وطهارة حسية وروحية فلا جدوى من صومه، لأن النيّة اذا خلت من الصدق ولبست لباس الرياء فقد انحرفت عن المقصد الصحيح فاحرصوا يا من عزمتم على الصوم من البالغين من الذكور والإناث على الانتماء الى صنف المتقين وعباد الله الصالحين والله الموفق.