كشفت تقارير صحفية النقاب عن حملة منظمة بدأتها جهات أمريكية ذات تأثير في صنع القرار ومعروفة بتوجهاتها اليمينية تهدف الى الضغط على القادة الأمريكيين والأوروبيين لإقناعهم بالاطاحة بالنظام السوداني. وتضمّ هذه الجهات اليمينية المتطرفة برلمانيين وكتابا ونشطاء أمريكيين وأوروبيين، وفق ما نقلته صحيفة «الخليج» الاماراتية عن مصادر أمريكية في عددها أمس. تحريض... أمريكي وذكرت المصادر ذاتها أن هؤلاء النشطاء اليمينيين اجتمعوا منذ ثلاثة أيام في واشنطن وكان من بينهم النائب فرانك وولف الذي عاد مؤخرا من زيارة الى منطقة دارفور والكاتب اليميني وليام كريستول رئيس تحرير مجلة «الويكلي ستاندارد» اليمينية وجون جاست من «مجموعة الأزمات الدولية» في بروكسيل ومسؤول في وزارة الدفاع الهولندية. وحسب ما أوردته صحيفة «الخليج» فإن هؤلاء المشاركين في الاجتماع أجمعوا على ضرورة تصحيح «خطإ» وصف ما يحدث في دارفور بأنه «كارثة انسانية» معتبرين أن ما يجري في هذا الاقليم انما هو نتيجة أسلوب النظام السوداني في التعامل بما أسموه ب»الراديكالية» مع كل مشكلة مثلما فعل من قبل في الجنوب. وقد زعمت هذه المجموعة في هذا الصدد أن النظام السوداني هو نظام اسلامي يرفض الحوار مع الآخر ويريد أن يفرض أفكاره الراديكالية والفاشية باستخدام العنف ضد الآخرين» على حد قولهم. وقد حاولت هذه المجموعة التي تعرف طريقها جيدا الى التأثير في دوائر صنع القرار الأمريكي الدفع من خلال ذلك بمفهوم جديد تمهيدا لفرضه على سياسات الادارة الأمريكية. ويعتبر «المفهوم الجديد» السودان جزء مما وصفوه ب «الحرب على الارهاب» وطالبوا الادارة الأمريكية بالنظر الى الحكومة السودانية من هذا المنطلق معتبرين أن المحاولات الأمريكية الديبلوماسية الحالية للضغط على حكومة الخرطوم وما تمارسه واشنطن حيال الوضع في اقليم «دارفور» لا يعدو أن يكون سوى حل مؤقت وطالبوا الادارة الامريكية على هذا الأساس بأن تتبنى سياسة القوة وأن تقوم بتغيير النظام في الخرطوم. حل... عسكري ورجح أعضاء هذه المجموعة المتطرفة الحل العسكري وحاولوا بذلك «طمأنة» الرئيس الأمريكي جورج بوش بأن «الارهاق» الناتج عن حرب العراق أو الاشغال بالانتخابات الرئاسية الامريكية يجب ألا يمنعا التلويح باستدخام القوة ضدّ النظام السوداني. وقال كريستول في هذا الصدد «إن نزول القوات في الخرطوم سيكون أكثر فاعلية من نزولها في «دارفور» لأن الاحتواء السياسي والضغط غير كافيين»، على حدّ تعبيره. وتحدث عضو الكونغرس الامريكي فرانك وولف عمّا وصفه ب»جرائم النظام السوداني» التي قال انها تتمثل في استضافة زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن من عام 1991 الى 1996 ومحاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في أثيوبيا عام 1995، على حد زعمه. ولاحظت المصادر من جانب آخر المزاعم التي أبدتها هذه الجهات المتطرفة من خلال اتهامها السودان بأنها «محور للإرهاب» وذلك بناء على ادعاءات بأن حكومة الخرطوم ساعدت على اخفاء أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة في تلميح واضح الى مزاعم قديمة كانت اسرائيل وراءها تدعي أن الرئيس العراقي صدام حسين هرّب الأسلحة الى سوريا والسودان.