نقلت مصادر سياسية شيعية أمس عن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر رفضه أن يحلّ ضيفا على الأمين العام ل«حزب الله» حسن نصر الله في بيروت، بعد أن رجحت جهات مطلعة عراقية وإيرانية مغادرة الصدر إيران للإقامة في لبنان. وأكدت ذات المصادر أن الصدر رفض كل الضغوطات والمقترحات التي تقدم بها المسؤولون الايرانيون للموافقة على ترشيح المالكي لرئاسة الوزراء الأمر الذي جعله يعزم على مغادرة «قُمْ» التي يقطنها منذ 2007. الصدريون في بيروت وأضافت أن للصدر مكاتب وعقارات في بيروت جاهزة ومهيئة لاستقباله في أي وقت يشاء، مشيرة الى أن نجلي شقيقه مصطفى يدرسان في الجامعة الأمريكيةببيروت وأن ابن عمّه جعفر باقر الصدر والذي تمّ ترشيحه من قبل التيار لرئاسة الحكومة مقيم في بيروت. وذكرت أن الصدر يتردد بين الآونة والأخرى على بيروت من دون إعلان مسبق عن الزيارة موضحة أن القرار الأول والأخير يعود الى الصدر. وعزت رفض مقتدى الصدر ضيافة نصر اللّه الى عدم استعداد الصدر للخضوع لسيطرة جديدة بعد أن تحرّر من السيطرة الايرانية لرفضه نوري المالكي. وأردفت أن الصدر لن يقبل المكوث في جنوب لبنان أيضا المعقل الرئيسي ل«حزب اللّه» لذات السبب المذكور، مؤكدة في ذات السياق أنه لا ترتبطه علاقات متينة بالأمين العام ل«حزب الله» حسن نصر الله. وأوضحت أن زعيم التيار الصدري يتمنى العودة الى النجف بيد أنه يدرك تمام الادراك أن الظروف الحالية غير مناسبة وأن رجوعه لن يكون مواتيا إلا بترؤس سياسي آخر غير نوري المالكي للحكومة المقبلة. ويتهم الصدر نوري المالكي بمحاربة أنصار التيار الصدري واعتقال نحو ألفين من أتباع «الصدر». وسبق له أن وصف المالكي ب«الكاذب» الذي اتهم بدوره ميليشيات الصدر ب«الارهاب». صانع الملوك في ذات السياق، وصفت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية مقتدى الصدر ب«صانع الملوك في العراق». وقالت إن الصدر هو الذي دفع بالمالكي الى رئاسة الحكومة في 2005 وهو الذي يمسك اليوم بمصير إياد علاوي. واعتبرت أنه الرابح الأكبر من «الانسحاب الأمريكي من العراق» وفق تسميتها، مشيرة الى أنه قد يخطط للعودة من منفاه من إيران تزامنا مع الانسحاب. ورأت أن الصدر يشبه والى حد كبير حسن نصر الله فخطابهما السياسي معبّأ بعبارات المقاومة والاحتلال والشهادة إضافة الى أن الحزبين يسعيان الى تجاوز «الحزبية السياسية» وخلق حركة شعبية سياسية معززة بقوات مسلحة جيدا.