في مساء رمصاني جميل وعلى ايقاع نسمات الخريف المهفهفة، وفي سهرة الموسيقى التونسية الموشحة بالإبداع والابتكار اقل ما يمكن ان يقال عنها انها كانت جميلة، استمتع جمهور مهرجان مدينة القيروان مساء الثلاثاء غرة سبتمبر، بالأمسية الموسيقية بعنوان «جميلة» التي كرم فيها الفنان التونسي «وليد الغربي» وفرقته، الفنانة التونسية الشابة «جميلة حقي» التي أدت وقدمت عدة أغاني تونسية وشرقية طبعتها بصوتها الجميل. فقد اجتمع جمال المناخ اللطيف بجمال الصوت مع الموسيقى العذبة ليقدموا لجمهور مهرجان المدينة الذي كان في الموعد بعدد محترم، طبقا فنيا شنف المسامع بأعذب الألحان أمنها الفنان الملحن وليد الغربي وفرقته المصاحبة عبر جولة بين المقامات الموسيقية التونسية التراثية المحسنة بلمسات إبداعية. الفنانة جميلة كانت عروس السهرة التي حملت اسمها، قدمت طبقا غنائيا متنوعا ودسما فأطربت بموسيقى تونسية لا شرقية ولا غربية، فأقنعت بأدائها وأرضت بعض جمهورها ب«الرضا والنور» و«عيشة الفلاح» كما اتاح لها صوتها الجبلي القوي اقناع المستمعين ب«عندما يأتي المساء» وغيرها من الأغاني. حوار «الربابة» و»الكمان» تخللت الأغاني في حوار بين الكلمة واللحن، معزوفات منفردة للفرقة بقيادة وليد الغربي والذي حاور آلة الكمنجة فلاعبها وداعبها حتى انطقها ثم فجرها موسيقى عذبة. وعلى ايقاع هفهفة النسيم الرمضاني الخريفي، ترجل فارس الموسيقى التونسية شاهرا آلة «الربابة» التي اخترعها بنفسه لنفسه فراقصها وناغاها وداعبها ثم طوقها فطوعها حتى سحرها على أعين الجمهور الذي كان شاهدا على الطرب التونسي الأصيل وحسن التنظيم بعد ان ملأ الفضاء الأخضر للمركب الثقافي. مهرجان المدينة في نسخته العاشرة الذي يشارف على الانتهاء المقرر يوم الجمعة وفق الى حد كبير في إرضاء جمهوره وتأمين سهرات رمضانية منعشة ورغم ضعف بعض العروض، فان الغالبية أقنعت وشدت الانتباه وتركت في الأنفس أثرا بينما طالب البعض الآخر بدعم المهرجان . جميلة هاوية الغناء تعاملت مع عدد كبير من الفنانين. وذكرت ان تجربتها مع فرقة وليد الغربي هي بمثابة التجديد وذكرت ان تكريم الفرقة لها هو ثمرة جهود وعمل منتظم. وأكدت انها متمسكة بالغناء التونسي. ثمن النجاح... الصبر وفي لقاء مع «الشروق»، حول الصعوبات التي واجهتها الهيئة وأسباب نجاح بعض العروض، أكدت السيدة حميدة الحليوي مديرة المهرجان ان عملها وكأي عمل لم يخل من الصعوبات والعراقيل. وبينت أن أهم الصعوبات التي اعترضت برمجة العروض هي مشاكل التمويل والدعم وهي نفس التحديات المادية التي كثيرا ما تعترض العمل الطموح مؤكدة ان الصبر هو مفتاح الصعوبات. وبينت الحليوي ان نجاح العروض (حسب ما يرى بعض المتابعين) يعود الى تعاون بعض الهياكل الجهوية من بلدية ومندوبية الثقافة ووزارة الثقافة والولاية غيرها من الهياكل التي ساهمت في اقتناء عدة عروض. مشيدة بدعم مندوبية الثقافة على (رأسها السيد البشير التواتي)، التي مكنت من اقتناء بعض العروض المدعمة(مائة نجمة ونجمة) الى جانب الجهد الكبير الذي بذله أعضاء الهيئة مشيرة في ذات السياق أهمية حضور الشركات الخاصة وفاعليتها في توفير الدعم الى جانب الجمعيات. وأكدت الحليوي ان ما ساعدها على اختيار أفضل العروض هو انخراطها في العمل الفني حيث خولت لها إدارتها للمعهد الجهوي للموسيقى بالقيروان كما ان متابعتها الحينية للساحة الفنية وبذائقتها الموسيقية مكنتها من حسن اختيار بعض العروض والتي تتوفر على عنصري الإبداع والتجديد. من جهة ثانية أشارت السيدة الحليوي الى التحديات التي واجهتها كامرأة في إدارة المهرجان نظرا لالتزاماتها الأسرية كربة بيت تحرص على التوفيق بين متطلبات أسرتها ودوافعها للنجاح وختمت بالقول إنها راضية على جهودها في دورتها الثالثة متوجهة بالشكر الى أعضائها في الهيئة والى التشجيع الذي تجده من سلطة الإشراف.