سجّل العالم خلال الستة آلاف سنة الأخيرة ارتفاعا في مستوى البحر بمعدل سنوي تراوح ما بين 0.5 و1مم. وكانت نسبة الارتفاع أكثر تسارعا خلال القرن الماضي إذ بلغ المعدل السنوي حدود 2 مم. ومن المتوقع ان تبلغ نسبة الارتفاع نهاية القرن الحالي حوالي 50 مم. ويفسّر المختصون في المجال هذا الارتفاع بارتفاع معدل درجة الحرارة في كوكب الارض الناتج عن الاحتباس الحراري وبالتالي ذوبان المسطحات الثلجية. وتؤكد بعض الدراسات وطنيا ان اي تغيّر ايجابي ولو ضئيلا يتسبب في نتائج هامة جدا على عدة أجزاء من الوسط الساحلي وعلى أعمال التهيئة المجراة على مستوى الساحل وبالقرب منها.. وعلى سبيل المثال يخسر أرخبيل قرقنة حوالي 7 آلاف هكتار من أراضيه في حال تسجيل ارتفاع ب 0.5 مم لمستوى البحر وتعدّ مليتة وسيدي يوسف من المناطق المهددة. وسيتسبب ارتفاع مستوى البحر على المدى البعيد في تسارع الانجراف البحري وتواصل تملّح الاراضي نتيجة تسرب المياه البحرية وضم الأراضي والسباخ الساحلية وبعض مصبات الأودية بواسطة عمليات الغمر التامة او الجزئية وتبقى السواحل المنخفضة الأكثر حساسية لتغيّرات مستوى البحر وتتفاقم هشاشتها حسب تلك الدراسات خاصة في الأماكن التي توجد بها تجهيزات بشرية هامة ومكثفة ويكتفي تصاعد مستوى البحر ببعض الديسيمترات حتى تتم عملية ضم فضاءات كبرى الى البحر. هذا الوضع المناخي الجديد يدعو بالضرورة الى التعرف كما ينبغي على البيئة الساحلية وحساسيتها لآثار مستوى البحر واعتبار ذلك عند القيام بعمليات تهيئة الشريط الساحلي مثل عدم التمركز قريبا من السواحل واجتناب التدخلات التي تساهم في تسريع الانجراف البحري وظواهر ولوج السوائل في البحر.