اللجان الثقافية والمهرجانات الصيفية ليست وسائل للنقل العمومي لتكون مفتوحة على الجميع ولنتعامل معها ببرود، وانما هي هيئات يجب أن تكون ذات رؤى ثقافية وفنية... فلماذا لا نتخير أعضاءها بمنطق «الرجل المناسب في المكان المناسب» ونقطع مع عقلية «عبي وحط»، فالثقافة يجب أن تقوم بدورها في مسيرة التغيير والتنمية وفي التقدم بالبلاد نحو أرقى الدرجات، لتكون تونس منارة ثقافية على الدوام. تم في الشهرين الاخيرين تكوين اللجنة الثقافية المحلية بقصر هلال، لكنها الى اليوم لم تر النور، فلا هي خرجت على الناس بطرق قانونية، ولا تمت اعادة هيكلتها، انما بقي الهيكل في حكم الغائب الحاضر، أو قل في منزلة بين المنزلتين، ولا نظن أن لهذا الوضع نتائج طيبة، ولعل غياب اللجنة الثقافية وعدم مشاركتها في الشأن الثقافي العام هو ما يفسر احتجاب مهرجان الادباء الأطفال الذي بلغ من النشاط عقده الاول أو يزيد، ولكن كل هذه السنوات من الفعل الثقافي في أوساط الأطفال ذهبت أدراج الريح، كذلك أولمبياد الحاج علي صوة بأنواعها الثلاثة (ابتدائي اعدادي ثانوي) كانت محطات ثقافية تستقطب التلاميذ من عديد الولايات للمشاركة في مسابقات تشحذ العزائم وتشيع التنافس النزيه بين المتفوقين، ولكن فجأة توقفت تاركة وراءها خيبة أمل في صفوف التلاميذ والأولياء، وربيع الفنون التشكيلية هو الآخر خير الانسحاب من الساحة، ولو كانت اللجنة الثقافية موجودة ما كانت كل هذه المناسبات تخرج من الباب الخلفي في صمت، في حين كانت امكانات تواصلها واشعاعها موجودة لو وفرنا لها أسباب النجاح المادية والمعنوية، ووقفنا على أسباب ضعفها وتجاوزناها، فالازهار لا تنبت بمفردها ولا تنمو صدفة، ولا تولد النجاحات من فراغ.