أكد الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد ان بلاده مستعدة للتفاوض مع القوى الكبرى حول البرنامج النووي ، وهو ما رحبت به الخارجية الألمانية. وقال نجاد في مؤتمر صحفي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ان «الباب مفتوح امام المباحثات والمفاوضات في اطار العدل والاحترام» ، مطالبا وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين أشتون بالمبادرة الى الاتصال بايران «لتحديد موعد» للمحادثات. خارطة طريق ونقل تلفزيون «العالم» الايراني عن نجاد قوله «حسب الخطة المؤقتة، سيلتقي ممثل لايران عضوا في مجموعة الدول الست في اكتوبر للبتّ في إطار المفاوضات». ومن جانبها رحبت الخارجية الألمانية بالخطوة الايرانية قائلة «انها اشارة ايجابية حذرة ولكن يجب أن تسفر عن محادثات محددة وموضوعية بشكل سريع»، حسب قولها. وكانت الدول الست المكلفة بالتفاوض مع ايران (ألمانيا والصين والولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا) عبرت الاربعاء الماضي عن رغبتها في التوصل «بسرعة الى حل تفاوضي كامل وطويل الامد» مع طهران. وفرضت القوى العظمى التي تشتبه بان طهران تسعى الى امتلاك سلاح ذري، سلسلة عقوبات على ايران. وكان الرئيس الامريكي باراك اوباما اعترف أمس الأول بأن فاعلية العقوبات «ليست مضمونة»، لكنه اكد ان هذه الاجراءات «تزيد من كلفة» التحدي لطهران، لرفضها التزام الشفافية بشأن برنامجها النووي. وقال أوباما في مقابلة مع محطة القسم الفارسي لتلفزيون ال«بي بي سي» «لا ضمانات ، أظهر النظام أنه يقاوم بقوة فكرة احترام الاسس الدولية الاساسية والمشاركة في مفاوضات جديدة حول برنامجه النووي». وأضاف «نعتقد ان العقوبات تزيد من الكلفة على الحكومة الايرانية ومعظم هذه العقوبات تستهدف النظام وجيشه». انتقادات وانتقد أوباما خطاب نجاد أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي اتهم فيه الولاياتالمتحدة بتدبير أحداث الحادي عشر من سبتمبر الارهابية. ووصف أوباما «خطاب نجاد بأنه عدواني ومثير للكراهية والاشمئزاز»، مؤكدا عدم وجود أي مبرر لاطلاق مثل هذه التصريحات في نيويورك التي شهدت سقوط قتلى وجرحى في أحداث الحادي عشر من سبتمبر. وقال أوباما: «ان الشعب الايراني قام باشعال الشموع ردًّا على أحداث سبتمبر، وذلك في تعبير عن مشاعر انسانية طبيعية وتعاطف مع الضحايا الذين سقطوا على أيدي الارهابيين، الأمر الذي يعكس الفجوة الشاسعة بين النظام الحاكم والشعب الايراني الذي انتهج موقفا يتسم بالاحترام والحكمة حيال هذه الأحداث». وأضاف أوباما «أعتقد أن صدور مثل هذه الأقوال عن نجاد في هذا المكان بالذات في مانهاتن على بعد مسافة محدودة من موقع أحداث الحادي عشر من سبتمبر، حيث فقد الأمريكيون من كل الأديان والأعراق أبناءهم وآباءهم وأمهاتهم الأحباء في اطار هذه المأساة الخطيرة ليس له أي مبرر على الاطلاق».