رام الله القدسالمحتلة (وكالات) : كشف مصدر فلسطيني أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عبّاس أمر قيادات حركة «فتح» بتجديد حوار المصالحة مع «حماس» تحسّبا لاضطراره اعلان انهيار المفاوضات المباشرة مع الجانب الاسرائيلي، وما قد يسببه ذلك من ثورة في الشارع. وقال المصدر المطلع على ما يدور في دوائر صنع القرار بالسلطة الفلسطينية ان عبّاس يخشى اضطراره الى الاستقالة من منصبه في حال أعلنت السلطة انهيار مفاوضات السلام بعد ان رفضت حكومة الاحتلال الاسرائيلي تمديد فترة تجميد الاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة. دعم الفصائل وأوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته لحساسية الموضوع أن أبا مازن «يريد الحصول على دعم الفصائل في حال فشل عملية السلام، خوفا من ثورة في الشارع قد تؤدي الى انهيار وتدمير مؤسسات السلطة الفلسطينية». وكان عباس هدد أكثر من مرة بالتنحي عن منصبه في حال لم يتحقق اي تقدم في ملف السلام. وقد أعربت حركة «الجهاد الاسلامي» والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عن مخاوفهما من «أي نوايا غير سليمة من وراء مساعي المصالحة (التي تبذلها حركة «فتح» مؤخرا) محذرة من ان هذا سيؤدي الى فشل كبير». وحذّر القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طوال أبو ظريفة من أنه «اذا استمرت المفاوضات في ظل الاستيطان فسنقود حركة جماهيرية في الشارع لإجبار عباس على احترام الإجماع الفلسطيني». تأجيل وقد ذكر ديبلوماسيون عرب أمس ان اجتماعا كان من المقرر ان تعقده لجنة المتابعة العربية للبحث في الموقف من استمرار المفاوضات تم تأجيله بيومين. وقال الديبلوماسيون إن الاجتماع الذي طلبت السلطة الفلسطينية عقده أُجّل الى السادس من أكتوبر الجاري بدلا من الرابع منه بسبب طلب بعض الأطراف العربية اجراء المزيد من المشاورات بشأن الموقف العربي من استمرار المفاوضات. وجدد أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى موقفه بأنه لا جدوى من المفاوضات المباشرة مع استمرار بناء المستوطنات بالضفة الغربية. ويأتي هذا التأجيل فيما كثّف المبعوث الأمريكي للسلام جورج ميتشل جهوده الرامية الى تجنب انهيار المفاوضات. وقال ميتشل الذي التقى عباس امس «سنستمر في محاولة ايجاد أرضية مشتركة».