بثوب جديد، وبإسم جديد، تعود المناطق الزرقاء لتدخل حيز التنفيذ في نهاية هذا الأسبوع، لكن بشكل تجريبي يمكن بلدية صفاقس من الوقوف على النقائص وتفاديها وتدعيم نقاط قوة المشروع الذي أسال الحبر الكثير بعد رفض المجتمع المدني له بالرغم من دوره في تسهيل حركة المرور وسيولتها بمدينة مختنقة. هذا ما أكده المساعد الأول لرئيس بلدية صفاقس السيد رضا الفراتي مساء أول أمس الثلاثاء خلال الندوة الصحفية التي انتظمت للغرض وحضرها كاتب عام البلدية السيد ياسين السلامي ورئيس دائرة المدينة السيد حافظ اللوز ورئيس الدائرة الشمالية السيد جمال الهبيري ورئيسة لجنة الأشغال السيدة دلال كريشان والمستشارون السادة زهير بن زويتينة وروضة كعنيش والسيد إلياس القلال وغيرهم من المستشارين مهندسي البلدية. مشروع المناطق الزرقاء لم يقدم على «استحياء شديد « كالمرات السابقة، بل إن البلدية واعتمادا على قسم الإعلام بها نجحت في تقديم المشروع وتوظيفه بشكل مقنع بعد أن اكتفت ب 781 مكانا من أصل أكثر من 5 آلاف كانت مبرمجة في السابق ، كما نجحت البلدية في اختيار الشوارع المخصصة للمناطق الزرقاء لكنها في المقابل لم تكن موفقة على مستوى التوقيت فبدت البلدية في واد والإدارات والمصالح التونسية في واد آخر وهوما يستوجب إعادة النظر قبل أن تعود المشاكل من جديد مع الأجوار أي القاطنين قرب العدادات. المناطق الزرقاء وكما هومعلوم مصطلح دولي، لكن بلدية صفاقس وخوفا من الاصطدام برفض المواطن، فضلت التخلص من هذا المصطلح وتعويضه بمصطلح «مواقف السيارات بالتداول» وهي تسمية ولئن تكتسي مشروعية لغوية إلا أنها على مستوى الإصطلاحي والمتداول تبدوغريبة للغاية، وقد بررت رئيسة لجنة الأشغال في إجابة عن أسئلة «الشروق» أن هدف البلدية الإقتراب من المواطن قدر المستطاع. تسعيرة المناطق الزرقاء حددت ب 100 مليم لنصف الساعة و200 مليم للساعة الواحدة، في حين حددت الخطية المالية مع تكلفة الرفع ب 14 دينارا وقد خصصت البلدية رافعاتها ل41 عدادا فقط لتأمين 781 مأوى بالخلاص. البلدية وفي إطار التخلص من «خوصصة» أو «خصخصة» المشروع، أوكلت المسؤولية لوكالة تابعة لها مما يعني أن كل الفوائد المالية ستعود لبلدية صفاقس حسب تأكيدات المستشار البلدي السيد زهير بن زويتينة الذي توقف مرة أخرى على دور الإعلام في تقديم المشروع للمواطن بشكل يفهم منه أن الهدف من المناطق الزرقاء هوضمان حق كل مستعملي السيارات في مكان محمي لسياراتهم مع ضمان سيولة المرور وتنظيم الإيواء بصفاقس وهوما توقف عنده في الواقع السيد حافظ اللوز في بداية بسطه للموضوع معتمدا على خرائط وصور بيانية تنم على القفزة النوعية التي تحققها البلدية في التواصل مع الإعلام والمواطنين. في كلمة المناطق الزرقاء التي قوبلت باستياء في صفاقس وأزاحت المستثمر وجعلت بعض المستشارين يفقدون مقاعدهم من المجلس البلدي تعود يوم السبت 16 أكتوبر الجاري بثوب واسم جديدين، لكن السؤال المطروح هل ستكتفي البلدية بالأنهج المبرمجة أم هي مجرد مفتحات لتسهيل هضم القادم من القرارات المتعلقة بالتوسعة والإضافة ؟ .