كما كان متوقعا اعتمد الترجي خطة (4 2 3 1) بالتعويل على خليل شمام، بن منصور، الهيشري، أفول في الدفاع وخالد القربي ومجدي تراوي في وسط الميدان الدفاعي وصابر خليفة والدراجي والمساكني وراء إينرامو المهاجم الصريح. هذه الخطة مكّنت المساكني على اليمين من تكوين مثلث هجومي مع إينرامو والدراجي ومثلث دفاعي مع أفول وخالد القربي والأمر نفسه بالنسبة الى صابر خليفة في الجهة اليسرى مع خليل شمام ومجدي تراوي. هذه المثلثات ضمنت للترجي توازنا بين الدفاع والهجوم تأكد بفضل إقصاء بركات. إلا أن تراجع مردود الجناحين المساكني وخليفة أرغم أفول وشمام على التزام المناطق الخلفية وغابت المساندة الهجومية من وسط الميدان. تأمين الدفاع حرّر لاعبي الوسط كشفت مباراة القاهرة أن الحلقة الأضعف في الترجي هي التي يشغلها بن عمر وهو ما جعل البنزرتي لا يتردد طويلا في التعويل على أفول في الجهة اليمنى، فتحرّر بذلك لاعبو الوسط الذين اضطروا في المباراة السابقة الى الالتفات باستمرار الى الوراء للتغطية على الجهة اليمنى. الحضور الذهني والبدني الذي أظهره اللاعب الغاني في بداية المباراة جعل القربي وتراوي يطمئنان على الخط الخلفي. الهيشري رأسه من ذهب وساقه كادت تتسبّب للترجي في التّعب تفوق الهيشري في جلّ الكرات العالية، وقد ساعدته على ذلك ظروف المقابلة التي دفعت لاعبي الأهلي إلى التخلي عن أسلوبهم التقليدي في التدرج بالكرة. إلا أن هذا اللاعب أظهر ضعفا لافتا في التعامل مع الكرات الأرضية ولولا أفول في مناسبات عديدة وشمام في واحدة لتسبب في أكثر من هدف. الأمطار تساند الترجي لما كان الأهلي في حاجة إلى صناعة اللعب تهاطلت الأمطار بغزارة وهو ما ساعد زملاء الهيشري على تعطيل التنشيط الهجومي للأهلي. وأوقع لاعبيه في تمريرات غير دقيقة ناتجة عن سوء التقدير. الهدف المبكر أرغم البدري على التفريط في أوراقه فكر البدري في اعتماد خطة 4 5 1 حتى يضمن السيطرة على وسط الميدان واحتكار الكرة باعتماد تمريرات قصيرة يتقنها جيدا لاعبو الأهلي. إلا أن الهدف المبكر إثر لمسة يد من انرامو فرض على الأهلي اعتماد الكرات العالية والطويلة في اتجاه جدّو المهاجم الوحيد كما بث فيهم نرفزة جعلتهم يرتكبون أخطاء بدائية. الأجانب يصنعون الفارق لا يحتاج المشاهد إلى حكمة كبيرة ويقظة شديدة حتى يتفطن إلى أن انرامو وأفول هما اللذان صنعا الفارق في المباراة، الأول سجل والثاني أمّن النتيجة بفضل كفاءته الفنية في افتكاك الكرة داخل منطقة الجزاء دون ارتكاب أخطاء وسرعته الفائقة في التحول من العمل الدفاعي إلى المعاضدة الهجومية. هذا فضلا عن شجاعته حنيما واصل المباراة رغم الإصابة التي تعرض لها في كاحله منذ الدقائق الأولى من المباراة. في المقابل لم يعول الأهلي على أي أجنبي وهو أمر مثير للغاية لا تبرره الأسباب المادية أو الاختيارات التكتيكية أو الامكانيات البشرية لأن اللاعبين الأفارقة كانوا وما يزالون الورقة الرابحة في مختلف البطولات العربية وحتى الأجنبية. إعداد أحمد الزوابي تصوير هميمة