أكد «جوليان أسانغ» مؤسس موقع «ويكيليكس» الشهير الذي نشر قبل أيام 400 ألف وثيقة عسكرية سرية عن حرب العراق أنه ماض في كشف المزيد من الحقائق رغم الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها وقال انه لا يثق في أمريكا التي سيطرت على الغرب وكممت الأفواه ونشرت الرعب داعيا العرب الى تقديم الدعم اللازم لموقعه لكشف الحقائق ومحاربة الفساد. وقال أسانغ في مقابلة مع قناة «الجزيرة» الفضائية: «أنا لست خائفًا ولكنني حذر فنحن نتلقى معلومات عن بعض الأشياء التي تجري ضدنا كمحاولة أمريكا لنقل أشخاص إلى داخل أراضيها لمحاكمتهم بالتجسس أو توجيه اتهامات زائفة تتعلق بالمخدرات أو التجسس أو ما شابه وكل هذه التحرشات لابد من التشهير بها ونحن نريد أن نرد على الهجوم القانوني بهجوم قانوني آخر وإن كانت هناك محاولات للتجسس علينا فيجب أن نواجهه بهجوم مماثل لحماية أنفسنا ونشاطنا». وردًا على الاتهام بأن موقع «ويكيليكس» يعمل لصالح أعداء أمريكا، قال أسانغ: «هذا هراء لأننا لدينا تاريخ محترم في فضح الفساد ونشر الجرائم في عشرات الدول، والوثائق التي ننشرها عن الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان مصدرها الجيش الأمريكي نفسه، والعالم عليه أن يستمع لما يقوله الجيش الأمريكي عن نفسه، ولا يمكن الزعم بأن نشر الحقيقة هو أمر سيىء أو شرير لأنه إن لم يحب الناس سلوك البنتاغون بعد كشف الحقيقة فالعيب ليس في النشر ولكن العيب في الجرائم التي ترتكب». وأضاف: «نحن واصلنا عملنا بعد نشر ملفات الحرب في أفغانستان رغم ضغوط البنتاغون وتحدينا هذا الضغط وقررنا الاستمرار في عملنا ونشاطنا وأن ننشر دون خوف أو تقديم معروف أو مجاملة لمؤسسة أو حكومة في العالم، وفي الحقيقة فإن كل واحدة من النشرات التي نقوم بها تتطلب العديد من الأنشطة والتجهيز والإعداد للإخراج، ومع ذلك نحن الآن نتعرض لحملات تهديد أمريكية وهذا يضع مزيدًا من الضغوط علينا ولكن نحن لدينا مشاريع مستمرة مستقبلية ونعمل في خمسة أو ستة مشاريع مختلفة بشكل متزامن، ولا أستطيع أن أقول ما الذي سنكشف عنه في المرحلة المقبلة، لكن المؤكد أننا نريد توسيع الشراكة مع وسائل إعلامية أكثر خاصة في النرويج والدنمارك وإيطاليا بشرط ألا تتنافس هذه الوسائل فيما بينها». وفي ما يخص التغطية الامريكية للوثائق التي نشرها الموقع كشف أسانغ أن واشنطن مارست ابتزازا واسعا على كل الوسائل الاعلام في العالم، مضيفا «لقد حاولنا الاتصال ب«سي آن آن» و«بي بي سي» و«أي بي سي» دون أن نجد التجاوب المطلوب وهذا أمر له أسبابه ولكن على الانترنت هناك حرية أكبر ونشاط أوسع». وأكد أسانغ أن التاريخ والتجربة السابقة يؤكدان أنه طالما يتم نشر المزيد من الوثائق فإن هذا يشجع الكثيرين ممن كانوا يلتزمون الصمت على كشف ما لديهم وعدم الخوف لأن الشجاعة معدية، مستشهدًا على ذلك بما حدث بعد الكشف عن التعذيب الذي حدث في سجن غوانتانامو وكيف أدى هذا الكشف إلى إماطة اللثام عن مزيد من المعلومات والفضائح والانتهاكات التي وقع فيها الجيش الأمريكي. واختتم جوليان أسانغ اللقاء بتوجيه دعوة الىالعالم العربي قائلا: «نريد من العرب أن يدعمونا لأن الغرب الآن من الصعب علينا أن نحصل على دعم منه بسبب نفوذ أمريكا الذي امتد الى كل مكان حتى السويد وايزلندا ولهذا فإن الدعم يقل بالنسبة الينا من داخل الديمقراطيات الغربية الليبرالية ونريد الدعم من العالم العربي سواء الدعم المالي أو المعلوماتي وهو الدعم المتعلق بجوهر عملنا «وأن يتم تزويدنا بكل ما يمكن أن يشجع استمرار مسارنا».