تعقيبا على التوضيح الصادر بجريدة «الشروق» يوم الجمعة 29 أكتوبر المنقضي والمذيّل بامضاء الرئيس المدير العام لشركة الكهرباء والغاز «الستاغ» بصفته واسمه يهمنا أن نوضّح ما يلي: تعدّ «الستاغ» كمؤسسة وطنية مفخرة بانجازاتها الكبرى وعمادا من أعمدة التنمية ببلادنا وقد حظيت باستمرار بتغطية صحفية لبرامجها ومشاريعها الا أن أداءها وجهد العاملين بها لا يمكن أن يرتقي فوق مستوى النقد لأنه جهد انساني يظلّ الاعتقاد في كماله ضربا من «السريالية». هذه حقيقة عامة تنطبق على «الستاغ» أو على غيرها. وعندما نشرنا «الريبورتاج» موضوع هذا التوضيح بتاريخ 17 أكتوبر الماضي كنّا ننتظر إجابة لم تأت وتوضيحا لم تظفر به من مؤسسة «الستاغ» المعنية بصورة مباشرة أو غير مباشرة بحادث الانفجار الذي جدّ بمنزلين بدار فضال فجاء عنوان المقال «عائلات تتهم والستاغ تنفي وترفض الردّ». ولئن آخذنا «الستاغ» على مماطلتها في الردّ، فإننا حرصنا على توخي الموضوعية لأن هدفنا لم يكن سوى الرغبة في إنارة الرأي العام. وفي الوقت الذي ظللنا ننتظر معلومات دقيقة نقدمها الى قرّائنا فاجأنا المسؤول الأول عن المؤسسة بعد أسبوعين كاملين بردّ لم يكتف فيه بالحديث عن الموضوع الأصلي، بل أطنب في تقديم ملاحظات أرادها دروسا لنا في الصحافة. وتبعا لما أتينا على ذكره، فإننا نذكّر صاحب الردّ بما يلي: إنّ جريدة «الشروق» ومن خلال «الريبورتاج» المذكور لم تتهم «الستاغ» بالمسؤولية عن الحادث ولا ندري لماذا يصرّ كاتب الردّ على عكس ذلك اللهم الا اذا كان يعتبر اتهامات المتضررين لمؤسسته اتهاما صادرا عن «الشروق». إن الأسباب التي قدمتها الستاغ للحادث كان يمكن ان تصدر مع المقال لإنارة الرأي العام واعطاء كل ذي حق حقه فلا يضطرّ بعد نحو أسبوعين الى كتابة ردّ غارق في التنظير الصحفي الذي يظلّ في كل الأحوال بعيدا عن اختصاصه. واذا سلمنا بأن «الريبورتاج» المذكور تضمن معلومات غير دقيقة مثلما أكدته الشركة فإن تأخرها عن تقديم المعلومة الصحيحة والتوضيح المقنع لسبب الانفجار يعدّ السبب الاول وهو يكشف خللا بات مطلوبا اصلاحه وتقويمه. أما قول سيادتكم بأن ما جاء في المقال «طرح مغلوط قد يخلق بلبلة لدى الرأي العام ويزرع «فوبيا» الغاز الطبيعي ويعرقل جهود الدولة في هذا المجال» فإنه رأي نستغربه فالصحافة التي تساند باستمرار المشاريع الوطنية للتنمية قد تصبح في نظركم زراعة ل«الفوبيا» لمجرد أنها انتقدت أداء مؤسستكم وبطئها في تقديم المعلومة للصحفيين. وعموما ودون الدخول في تفاصيل الاساءة التي تضمنها الرد المذكور فإننا نتمسك بالتأكيد على أن كل هذه «الزوبعة» ناتجة أساسا عن عدم قبول النقد والاعتقاد باستمرار أن الخطاب الاعلامي الذي لا «يروق» لنا هو خطاب تآمري هدام وهو أمر ننزّه عنه بشدة أنفسنا وصحيفتنا. هذا في خصوص الجزء الذي خصّ به التوضيح الزميلة أسماء سحبون. أما قول سيادتكم بأن مقال الرأي الذي كتبه الزميل يوسف الوسلاتي والمنشور في «الشروق» بتاريخ 19 أكتوبر المنقضي هو تحامل واضح فإنه بالعودة الى لسان العرب فإن «تحامل عليه» هذه تعني كلّفه ما لا يطيق ولا نظن أن مجرد تعليق نقدي بسيط حمّل «الستاغ» ما لا تطيق اللهم إلا إذا كنتم ترون النقد عبءا لا يطاق وتلك مسألة أخرى فيها رأي ونظر. ومن الاشتقاقات اللغوية أيضا لتحامل هذه استحمل واستحمل الشيء أي قوي على حمله وأطاقه ونحن استحملنا ردكم الغاضب ونطلب منكم بكل لطف وهدوء أن تستحملوا مقاصد ملاحظاتنا التي نحن على يقين أنها لن تزيد الاعلام بمؤسستكم إلا قوة واقتدارا.